تضئ وزارة السياحة والآثار، اليوم الجمعة، قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا، التي تقع عند رأس خليج العقبة على بعد 8 كيلو مترات من مدينتى العقبة وإيلات، ورفع علم مصر على أعلى أبراجها لتظهر في أجمل ثوب بعد الغروب وتكشف أضواؤها المبهرة معالمها الأثرية لأربع دول تشرف عليها القلعة، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الـ32 لاسترداد طابا في 19 مارس 1989.
وحول تاريخ القلعة، قال الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء إن “القائد صلاح الدين الأيوبي أنشأها عام 567هـ 1171م، وبنيت من الحجر النارى الجرانيتى المأخوذ من محجر الجزيرة نفسها، الذى يقع بوسط التحصين الشمالي حاليا.. وكانت هناك مبان سابقة قبل إنشاء صلاح الدين لقلعته، وقد تركها كما هي، حيث يقع الحصن البيزنطى في الجنوب، والكنيسة في السهل الأوسط بين التحصينين الشمالي والجنوبي”.
وأضاف أن “صلاح الدين الأيوبي استفاد من التحصين البيزنطى ليجعله قلعة مستقلة داخل قلعته، بحيث يكون قادرا على الدفاع عن نفسه لو تم اختراق التحصين الشمالي مع وجود سور خارجى يضم كل منشأت القلعة كخط دفاع أول يدعمه 9 أبراج دفاعية”.
«فاكر التفاصيل كأنها إمبارح».. مفيد شهاب يكشف كواليس استرداد طابا من إسرائيل
وأكد أن صلاح الدين استغل كل المقومات الدفاعية لصالحه، ومنها وجود القلعة في جزيرة ووجود تل مرتفع عن سطح البحر مع استغلال منحدراتها الصخرية في البناء على عدة مستويات، كما أنشأ خزانا للمياه محفور في الصخر لتجميع مياه الأمطار أو الملء من بئر طابا الذي يبعد 5 كيلو مترات عن القلعة بواسطة الجنود مع وجود صهريج للمياه في منطقة الخدمات، التي تضم حمام البخار والمطعم وفرن القلعة ومخازن الغلال ومقر القيادة الرئيسية لتغذية المنطقة وتغذية حمام بخار أنشأه كناحية استشفائية وترفيهية للجنود.
وكشف الدكتور ريحان عن أهم لوحة تأسيسية صححت تاريخ بناء القلعة وأكدت هويتها المصرية في حفائر منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية، وذلك في موسم عام 1988- 1989، حيث أنه كان المفتش المسئول عن الحفائر في هذا اليوم ولاحظ تلك اللوحة، والتي كانت مقلوبة، موضحا أنه قام بتنظيف حول اللوحة بنفسه حتى ظهرت كاملة، وقلبها على وجهها وكانت المفاجأة وجود النص الكتابي الذي أكد أنها لوحة خاصة بفرن لتصنيع أسلحة داخل القلعة.
ونوه بأن هذه هي المرة الأولى التي يُكتشف فيها تاريخ إنشاء صلاح الدين لفرن داخل القلعة، وبالتالى فهو مُنشئ القلعة بكل معالمها لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج، ولا علاقة لها بأى منشآت من عهد نبى الله سليمان كما نشرت إحدى التقارير العلمية ناتج حفائر أيام الاحتلال الإسرائيلى لسيناء.