لم يذكر القرآن الكريم أو الحديث الصحيح اسميهما ولا اسم الأم وإنما ورد لفظا (قابيل وهابيل) في بعض الأثار وكتب التفسير وشراح الحديث وكذلك وقائع القصة التي تقول أن حواء كانت تلد في كل بطن ذكر وأنثى، وكان يتم تزويج ذكر كل بطن من الأنثى التي ولدت في البطن الآخر لكن أحد الأخوين (قابيل) رفض الزواج من التوأم التي ولدت مع الأخ الأخر (هابيل) ، وأراد الزواج من توأمه، فأمرهما آدم عليه السلام بتقديم القربان لله تعالى، والذي سوف يتقبل الله قربانه سوف يتزوجها، فقبل الله قربان هابيل لصدقه وصلاحه، ولم يتقبل من قابيل، لسوء نيته وعدم تقواه، فغضب قابيل غضبا شديدا وهدد أخاه هابيل بأنه سيقتله كي لا يتزوج أخته فكان رد الأخ الصالح لأخيه أنه أذا أقدم علي قتله لن تطاوعه نفسه علي القتل لخوفه من عقاب الله.
انتهى الحوار بينهما وانصرف قابيل وترك الأخ الطيب هابيل وبعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله وجلس أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها ولا يدري كيف يخفي فعلته .. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب شعر قابيل بالندم وكيف أنه قد عجزعما فعله الغراب .
ما يعنينا من القصة ككل قصص القرآن هو أخذ العبرة والعظة فهي تبين العاقبة الوخيمة للحسد وعدم الرضا وفساد النية الذي يعقبه البغي والظلم وكيف يؤدي في النهاية إلى القتل الذي أعقبه الندم كما فعل أحد ابني أدم عندما قتل الأخ أخاه بغيا عليه وحسدا له ، ففاز المقتول بالدخول إلى الجنة ، وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة.
ومن ذلك الحين أصبح القتل منتشر في البشرية، وبسبب الغراب استطاع الإنسان أن يتخلص من الجثث بدفنها في التراب، وهذه القصة توضح الصراع بين الناس الذي لا يزال قائما إلى يومنا هذا، وكل زمان ومكان.
موضوعات متعلقة