يعتبر فانوس رمضان من الامور الهامة لدى المصريين تحديدا ، حيث له طابع خاص بين المواطنين بدء من مرحلة الطفولة حتى الشيخوخة ، اغب منازل المصريين أن لم يكن جميعها تهتم بشراء فوانيس رمضان لما لها من طابع ذهني في جميع مراحل العمر.
اقتناء الفانوس خلال شهر رمضان لا يفرق بين غني ولا فقير أو كبير وصغير ، بل ان الجميع يهتم بشكل كبير لاقتناءه حيث يرتبط دائما بفرحة شهر رمضان الكريم.
رصد “أوان مصر”، الاستعدادات لـ شهر رمضان الكريم، ويأتى فى مقدمتها ” تصنيع فانوس رمضان “، وقد عاد الفانوس المصرى بقوة فى الأسواق، وأصبح المنافس الوحيد للفانوس الصيني، حيث يرتبط الفانوس الصينى بذكريات المصريين فى رمضان ويجعل شوارع المحروسة لها طابع خاص، وقبل شهر “رمضان الكريم”، بـ 4 شهور تبدأ عجلة الإنتاج تدور، وأثناء تجولنا بـ “حي السيدة زينب”، رصدنا أقدم ورشة تصنيع فوانيس بـ القاهرة.
سلامة حنفي: أنا اشتغلت في صناعة الفوانيس وسني 7 سنين
بداخل ورشة لصناعة الفوانيس بـ “حي السيدة زينب”، يقطن الحاج “سلامة حنفي”، أحد أقدم صانعي فوانيس رمضان بـ “القاهرة”، يقول “سلامة”، صاحب الـ 80 سنة لـ “أوان مصر”، أنه من أقدم صانعي الفوانيس بـ القاهرة وصنع بداخل ورشته فانوس “الملك فاروق” وفانوس “علامة النصر”، بعد حرب اكتوبر.
وأضاف أن منطقة “السيدة زينب”، من أقدم المناطق المصنعة للفوانيس في “مصر”، مؤكداً أنه لا توجد أي دولة بـ العالم تستطيع أن تصنع فوانيس مثل الفوانيس المصرية، وأنه أصر على “صناعة فوانيس رمضان”، رغم أنها مهنة شاقة ولكنه يجد راحته أثناء تصنيعه للفوانيس، مضيفاً أن نسبة الإنتاج هذا العام أفضل من العام الماضي وطلبات المحلات أكثر من العام الماضي بكثير.
بداية صناعة الفوانيس
وأوضح أن بداية تصنيع الفوانيس ترجع للعصر الفاطمي ، وأن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها، وصناعة فانوس رمضان فهي ليست صناعة موسمية، ولكنها مستمرة طوال العام حيث يتفنن صنّاعها في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة، وتخزينها ليتم عرضها للبيع في رمضان الذي يعد موسم ترويج هذه هذه الصناعة.
وارف إلى أن حي السيدة “زينب”، يعد من أهم الاحياء التي تزدهر فيها صناعة الفوانيس وهناك مناطق معينة أيضاً في القاهرة مثل حي الأزهر والغورية، ولكن الصناعة في هذه الأحياء مستجدة أما حي السيدة “زينب”، من قديم الأزل.
أسماء الفوانيس
ويحكي لـ “أوان مصر”، أن لكل فانوس مسمى وكل مسمى كان له سبب في التسمية فـ فانوس “البرلما”، أطلقنا عليه هذا الاسم لأنه أحد الفوانيس المعقدة من ناحية تصميمها، وقد سمى بذلك نسبة إلى فانوس مشابه كان معلقا في قاعة البرلمان المصري في الثلاثينات من القرن الماضي.
فانوس “تاج الملك”، ويحمل اسم ملك مصر السابق “الملك فاروق”، والذي كان قد صمم خصيصاً لاحتفال القصر الملكي بيوم ميلاده، وتم شراء ما يزيد على 500 فانوس من هذا النوع يومها لتزيين القصر الملكي.
وفانوس “علامة النصر”، سمى بذلك لأنه تم عمله بعد حرب اكتوبر والانتصار فسمى الفانوس بذلك تمجيداّ لحرب اكتوبر.
وتمر صناعة الفانوسبـ عدة مراحل منها قص الزجاج والصفيح، والطلاء، واللحام، والكبس، وأخيراً “السندقة”، والخامات المستخدمة تكون من الصفيح والزجاج فقط، ويتم توفيرها من الأسواق العادية.
الفانوس المصري يصدر للدول العربية
قال أقدم صانعي فوانيس في مصر إن الفانوس المصري يتم تصديره إلى البلدان العربية بشكل كبير، مثل السعودية والأردن والإمارات، وبعض دول الخليج، وبعض الدول الأوروبية، مع أن الورش المصنعة في مصر لا تتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة ومع ذلك يتم إنتاج كم هائل من الفوانيس، وأكبر فانوس تمت صناعته في الورشة 3 أمتار.
وأكد على عدم إنقراض الفوانيس مع مر الزمان مضيفاً لا تستطيع الناس البعد عن فوانيس رمضان إطلاقاً لأنها عادة مستمرة بالصعب التخلي عنها، بل يتم تطوير الفوانيس على مر العصور.
موضوعات متعلقة
شاهد| شوارع المحروسة تتزين استعدادًا لاستقبال شهر رمضان (صور)