تعتبر “الكنافة”، من الأشياء المقدسة عند المصريين بـ حلول شهر رمضان، مهنة موسمية مرتبطة دوماً بـ شهر رمضان الكريم، ويشير التاريخ لكون الكنافة تؤكل في شهر رمضان، لأن الجسم خلال يوم الصيام يفقد احتياجات أساسية يعوض بها سكر الكنافة المعقود وسمنتها ولذا تُؤكل على الإفطار، بينما القطايف عكسها، ويقول “محمد أحمد”، صاحب الـ 40 سنة من منطقة الحلمية، خريج كلية التجارة جامعة القاهرة، أنه ورث المحل عن جدوده ويرجع تاريخ المحل لأكثر من 80 سنة.
بنشتغل المنهة طول السنة
فيحكي لـ “أوان مصر”، أن هذه المهنة ورثها عن أجداده ويعمل بها منذ الصغر ولم يتركها، مؤكداً أنه يشتغل طوال العام ويوزع على محلات الحلويات ولكن يتضاعف الشغل أثناء شهر رمضان الكريم، بالنسبة للمحلات في زيادة الكمية وبالنسبة لباقي الناس، مضيفاً أن وراثت هذه المهنة علمته الكثير من الصبر وأن الجميع أخذ المهنة بالوراثة وأكمل فيها حباً، وأن جده كان من أقد صنايعية الكنافة في مصر وأول محل كنافة بـ الحلمية.
وسرد أن مايميز الكنافة المصرية عن غيرها هي اليد المصرية والصنايعي الذي يعلم جيدا بمجرد النظرة الكميات المناسبة التي توضع بها، لأن أي خطأ في كمية يجعلها لا تصلح، ولا نستطيع بيعها لأن إذا كان بها خطأ فمن يأخذها مرة لن يأخذها الاخرى ولكن إذا عُملت بإتقان فإننا بالسهل جداً بيعها ومن يأخذها مرة يعاود مرة أُخرى، وتعد ممارسة المهنة في شهر رمضان من الشئ الصعب علينا لـ حرارة الجو وصيامنا في نهار رمضان، ولكن لابد من العمل.
واستطرد كان الإقبال السنة الماضية قليل جداً بسبب كورونا ووقت الحظر، وكانت نسبة المبيعات قليلة للغاية بسبب قلة الحركة في الشوارع وغلق المحلات في أوقات مبكرة، ولكن هذا العام الإقبال جيد من قِبل الناس فـ حركة الشوارع تسير بأمر جيد وحركة شراء الناس مستمرة، وطلبات المحلات تزيد عن العام الماضي ونسبة الكنافة هذا العام مستهلكة بطريقة غريبة عن العام الماضي.
لماذا سُميت الكنافة بهذا الإسم
وقال أن الكنافة سميت بهذا الإسم لعدة اسباب فمنهم من قال أن أول من أكل الكنافة كان “معاوية بن أبي سفيان”، أثناء تواليه الشام، وعندما قدمت له الكنافة كانت على وجبة في سحور رمضان وقيل وراء تقديم هذه الوجبة وصفها له الطبيب لكي تمنع عنه الجوع والعطش في نهار رمضان وكانت هذه الحلوى مصنوعة في ذلك الوقت خصيصاً لـ “معوية بن أبي سفيان.
واشتهرت الكنافة في ذلك الوقت بشكل كبير في عهد الفاطميين، ومن كان لا يأكلها على مدار السنة؛ كان يأكلها بشكل خاص في شهر رمضان، ومن ذلك الوقت ارتبطت الكنافة بـ شهر رمضان وعرفت الكنافة بهذا الاسم منذ العصر الفاطمي، والأيوبي، والعصر المملوكي والتركي، إلى عصرنا هذا.
تاريخ نشأة الكنافة
وأضاف كانت تسمى الكنافة أول ما ظهرت باسم كنافة معاوية، وبعدها إندثرت الكنافة في العصر الفاطمي، بعض أساتذة التاريخ يقولون أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي وخاصة وبعد تولي “محمد على”، الحكم على مصر عادت صناعة الكنافة مرة أخرى.
وقد ذهب “محمد علي” إلى شخص يُدعى “عرفة”، وكان أشهر كنفاني في القاهرة في منطقة السيدة “زينب”، فبدأ بصناعتها وبعثتها من جديد، وكانت صناعة الكنافة قديما تصنع عن طريق أقماع بدنية يتسلل منها العجين على قطعة مسطحة “صاج”، وكان هذا الصاج يسخن عن طريق الفحم أو الحطب.
وكانت في البداية الناس يذهبون إلى صانع الكنافة بالسمن والسكر حتى يصنعها لهم، وبعد ذلك تطورت فكرة العجين والأدوات المستخدمة في صنعها حتى أصبحت مهنة بعد ذلك.
أنواع الكنافة
واستكمل هناك نوعان من الكنافة؛ الأول: الكنافة الشعر؛ وهي عبارة عن خيوط رفيعة مثل حجم الشعر، كانت تصنع هذه الكنافة عن طريق ماكينة خاصة تسمى “كنافة الماكينة”.
النوع الثاني: كنافة يدوية؛ وهذا النوع يعتمد على الطريقة التقليدية في صناعتها، من خلال الوعاء ذات الثقوب التي تعرف في وقتنا الحالي “الكنافة البلدي”.
وبالرغم من التطور التكنولوجي الموجود في عصرنا الحالي، إلا أن هناك بعض الناس لازالت تصنع الكنافة بهذه الطريقة القديمة في عمل الكنافة البلدي.
المؤلفات في الكنافة
وسرد إلى أن الكنافة لها مؤلفات وأول من ألف كلام عن الكنافة كان العلامة المصري جلال الدين السيوطي في عام 1505م كتاب باسم “منهل اللطائف في الكنافة والقطايف، حيث أنهما كانوا من أشهر أنواع الحلويات في تلك الفترة، وكانت هذه الحلويات مرتبطة بشكل أكبر بـ “شهر رمضان”.