تورق أسعار السجائر تفكير المدخنين وتعكر أمزجتهم بعد الارتفاعات الهائلة التي تشهدها حالياً في ظل غياب تام للرقابة على السلع والمحلات.
إذ يستهلك المصريون عدد هائلا من السجائر يوميًا، فهي طقس يومي وعادة تكاد تتحول لعبادة، ومع تفاقم شدة الأوضاع الاقتصادية، باتت منفسًا عن الكثير إلا أن الطامة الكبرى جاءت من السوق، بعد زيادة أسعارها نحو الضعف، والسبب معلوم للجميع عدا الحكومة التي تصم آذانها وتغمض عيونها.
سعر السجاير النهارده
فقد سجل سعر علبة كليبوباترا من 22 جنيه بمنافذ الشرقية للدخان، أصبح يتداول عن 44 جنيه وفقاً لإبراهم إمبابي، رئيس شعبة الدخان.
وكشف إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان والمعسل، عن أسباب ارتفاع الأسعار الجنوني في سعر السجائر بالأسواق، مؤكدًا أن ارتفاع السجائر بصورتها الحالية خارج عن السيطرة.
وقال إمبابي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، مُقدّم برنامج «على مسئوليتي»، عبر قناة «صدى البلد»، إن ما يحدث في سوق السجائر «تهريج»، مؤكدًا أن الحكومة السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار السجائر في السوق.
أسعار كارثية وأرباح ضخمة والرقابة غائبة
وأضاف إمبابي، أن الزيادة التي تم عرضها لإضافتها على السجائر كانت لا تتعدى «2 جنيه» وليس 30 جنيها، ولكن هذه الزيادة تدخل جيوب التجار وليس الدولة.
وتابع: الحكومة وقفت استيراد التبغ وغلقت مصانع بير السلم التي تصنع السجائر المضروبة، مؤكدًا أن أغلى علبة سجائر الآن في السوق تصل لـ75 جنيه، كما أنه لا توجد زيادة في أسعار المعسل ولكن استهلاكه زاد مؤخرا.
كم وصل سعر السجائر
وأوضح إمبابي، أن أقل سعر لعلبة السجائر تصل للمستهلك تبلغ 24 جنيها وتباع بـ45 جنيها، مؤكدًا أن أسعار السجائر مكتوبة على العلبة ولكن بالباركود.
وقد أكدت مجموعة من المشتغلين بسوق الدخان، أن المستبب في تضخم أسعار السجائر بكل الأنواع هو أباطرة السوق، كبار التجار.
وأوضحوا في تصريحات خصوا بها أوان مصر، أن شركات الدخان تتعامل مع مجموعة من التجار الكبار يحصلون على حصص يومية لتوزيعها على صغار التجار، إلا أنهم يمتنعون عن طرحها بالأسواق.
أسباب تفاقم أزمة السجائر في مصر
قال إبراهيم إمبابى، رئيس شعبة الدخان، إن أزمة السجائر تتلخص في ثلاثة محاور أساسية، وهى (جشع التجار، مستهلك لا يعرف حقوقه، تباطؤ إصدار القرار بتعديل التعريفة لضريبة القيمة المضافة للسجائر)، وبالنسبة لجشع التجار، فمن الضروري فرض رقابة على المحال والمخازن، لمصادرة السجائر التي يخزنها التجار لبيعها في السوق الموازية.
وأضاف في تصريحات صحفيةو أن الشركة تعمل بكامل طاقتها لكن التجار في السوق الموازية يطمعون في كسب أرباح كبيرة من بيع المنتجات بأسعار مرتفعة، ظنًا منهم أن أسعار السجائر ستشهد ارتفاعات كبيرة خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أنه اعتقاد خاطئ
مبيعات السجائر في مصر
قدرت إحصاءات جملة مبيعات السجائر في مصر خلال التسعة شهور الماضية، بنحو 55 مليار جنيه مصري ( 1.7 مليار دولار)، بزيادة 4 مليارات جنيه عن نفس الفترة خلال العام الماضي.
وقالت الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني» إن إجمالي إيرادات بيع السجائر والدخان شاملة الضرائب خلال تلك الفترة، بلغت54.827 مليار جنيه، مقابل 51.466 مليار جنيه في نفس الفترة من العام المالي الماضي، مشيرة إلى أن صافي المبيعات بلغ 14.609 مليارات جنيه، مقابل12.781 مليار جنيه في نفس فترة المقارنة، بنسبة نمو14%، وإن مجمل الربح بلغ 6.862 مليار جنيه مقابل 5.723 مليار جنيه، بزيادة 20% عن المدة ذاتها من العام المالي السابق.
وخضعت أسعار السجائر المحلية والمستوردة في مصر، إلى سلسلة من الزيادات المتتالية خلال الفترة الأخيرة، لكن ذلك لم يحد من إقبال المصريين على التدخين، حيث يقدر عدد المدخنين في البلاد بنحو 18 مليوناً، ضمن إجمالي عدد السكان البالغ أكثر من 100 مليون نسمة، وقالت تقارير شبه رسمية إن نحو 42% من الأسر المصرية، بها مدخن على الأقل.
موعد انخفاض سعر السجائر في مصر
أكد «إمبابى»: «حل مشكلة السجائر يكمن في إضافة التعريفة الضريبية، التي لن تكلف أكثر من إضافة 2 جنيه على الأسعار الرسمية».
من جانبه، أوضح هاني أمان رئيس شركة الشرقية للدخان، أنه في مثل هذا التوقيت من كل عام يحدث أمر غريب، وهو إقبال التجار على شراء كميات كبيرة من السجائر، بسبب شائعة أن السجائر سيرتفع سعرها في 1 يوليو بسبب الزيادة الضريبية، قائلًا: “بقالي 5 سنين في الشركة بيحصل نفس الحكاية”.
وقال “هاني” في مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن” على فضائية “الحدث اليوم” مساء الثلاثاء، إن شهر يونيو من كل عام يحدث طلب زائد على السجائر، ويعقبه استهداف الدولة لمبلغ آخر من الضرائب، والشركة تكون مدركة هذا الأمر وتقوم بتوفير الكميات التي يحتاجها السوق.
وتابع: “لا نشارك في التخزين والإجراءات التي يقوم بها التجار وملتزمين بوجود البضائع الخاصة بها في كل مكان وهي موجودة”، موضحًا: “اللي بنسمعه أن علبة السجائر برقم معين غالية اه ولكن محدش قال ملقتهاش، وبما أنها متواجدة تبقى الشركة عاملة دورها يبقى إحنا بنوصل البضاعة وموجودين في كل مكان.