هل أنت مذنب بإسداء نصائح غير مرغوبٍ فيها؟ تهدف النصائح عادة إلى تقديم المساعدة. ويقدم الكثير منا نصائح واقتراحات، ونخبر الآخرين بما ينبغي لهم فعله، ولكن في معظم الأحيان دون أن يُطلب منا ذلك, وبغض النظر عن نوايانا، يعد إسداء النصائح غير المرغوب فيها أمراً مزعجاً وفضولياً.
كيف نعرف أننا تخطينا الحد الفاصل بين المساعدة والإيذاء؟ والأهم كيف نوقف إسداء النصائح غير المرغوب فيها؟
النصيحة غير المرغوب فيها هي التوجيه أو المعلومة التي لم تُطلب من صاحبها, ويمكن أن تكون النصيحة مفيدة حين تُطلب، لكن النصيحة غير المرغوب فيها مسألة أخرى.
وبحسب ما أوضحت المعالجة النفسية الأمريكية شارون مارتن، يمكن لتكرار تقديم المشورة غير المرغوب فيها الإسهام في خلق مشاكل في العلاقة, إذ إن حشر آرائك وأفكارك عندما لا تكون مطلوبة يُشعر الطرف الآخر بالازدراء ويولّد الافتراضات من جانبه.
ويمكن للنصيحة غير المرغوب فيها أن تبث إحساساً بالتفوق؛ إذ تفترض أن مقدم النصيحة يعرف الأصح أو الأفضل, وغالباً ما تكون النصيحة غير المرغوب فيها ناقدة وغير مفيدة. وإذا كانت متكررة، فقد تصبح مزعجة, بل يمكن للنصيحة غير المرغوب فيها أن تقوض أيضاً قدرة الناس على التوصل إلى أفضل حل لمشاكلهم.
علاوة على ذلك، يمكن لتقديم النصيحة غير المرغوب فيها أن يكون محبطاً. فحين لا تُتبع نصيحتنا أو لا تلاقي تقديراً، نشعر غالباً بالضيق والألم والاستياء.
فحين يبوح لك أحدهم بمشكلة فهذه ليست دعوة لتقدم نصائحك. فكثيراً ما يحتاج الناس إلى أن يُسمعوا ويُفهموا. ويرغبون في معالجة أفكارهم والشعور بالدعم، ولا يرغبون في أن يُقال لهم ما ينبغي لهم فعله أو ما تراه أنت؛ لذا، فأبسط منهجية لتقديم النصيحة هي الاستئذان قبل تقديم النصيحة أو الاقتراح.