غيبت شمس الجمعة، أول من أطلق عليها لقب السيدة الأولى، جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقد جمعتهم علاقة طويلة، امتلئت بكثير من الأحداث التي هددت عرش رجل الحرب والسلام.
داهية، فلاح، مكنش سهل
وتحكي السادات عن مؤامرة خلع زوجها عن الحكم من الاتحاد الإشتراكي، خلال لقائها التلفزيوني مع الإعلامي عمرو الليثي، الذي كان قادته يعربون سرا وعلنا عن عدم رضاهم بتولي السادات سدة الحكم، إبان اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ونوهت السادات أته لم يكن أمام مركز القوي والاتحاد الاشتراكي، مفر غير القبول به رئيسا، حيث إنه كان النائب الوحيد للرئيس عبدالناصر، ومراكز القوى لم يكن أمامهم.
وأوضحت أنهم كانوا يظنون أن الرئيس السادات ضعيف، وأنهم يستطيعون إبعاده في أي وقت، إينما شاءوا، إذ يظهر أنه لا يعرف شئ لكنه في الحقيقة هو عكس ذلك، وأضافت أن الرئيس الأسبق كان داهية، ولم يكن لقمة سائغة.
وأنه كان يحاول أن يوصل لهم أنه سهل، مما جعلهم يظنون أن الرئيس السادات ضعيف، وأنهم يستطيعون إبعاده في أي وقت.
وقالت أن الرئيس السادات “كان داهية، فلاح، مكنش سهل، أحيانا كنت أقوله أخدت بالك من الشىء الفلانى، يقولى آه، ومكانش يبان عليه إنه أخد باله، وهما افتكروا إنهم يقدروا يمشوه على مزاجهم”.
وكان قد تعرض الرئيس السادات لمؤامرة من قادة الاتحاد الاشتراكي، لتنحيته عن الحكم، وتقول زوجة الرئيس، أنه “مكانوش بيخبوا، كانوا في الاجتماعات يشتموا فيه، ويتكلموا عليه، وأحدهم يخرج من الاجتماع وييجى يحكى لنا، لدرجة إن المرحومة كريمة العروس، عضو مجلس شعب، كانت تأتى وتحكى لى، كنت أقولها قولى للرئيس الكلام ده، وأى حد ييجى يقولى، أقوله روح قول للرئيس، لكى تصبح الأمور رسمية والحقيقة كنت بوصلهم به، حتى ظهرت العملية”.
التنصت على تلفيونات الرئيس
وتابعت جيهان، أن الأمر وصل للتنصت على تلفيونات الرئيس، والذي اكتشفته من خلال عدم نشر صورتها في مجلة صحفية، حيث تم اقتصاصها من صورة تجعمها بالرئيس وسفراء بعض الدول الأجنيبة، خلال حفلة خاصة أقامها القصر الجمهوري، قبيل حرب أكتوبر 1973، تحدث فيها الرئيس ع السفراء عن سعى مصر الدائم لتحقيق السلام.
وقالت السادات «تانى يوم من الحفلة طلعت صور إيد مقطوعة بتسلم ومفيش جيهان السادات في الصورة، ووقتها حسيت بإهانة، وطلبت الصاغ فوزى، وقلت له إزاى ده يحصل وأكيد سامى شرف مسؤول عن ده.
وأضافت “لأنه هو المسؤول عن الرئاسة، وفجأة لقيت سامى شرف يطلب مقابلتى، وده معناه إيه غير إن تليفونى متراقب، سمع المكالمة، وطلب يقابلنى، قلت له أنا مش عايزه أظهر في الصورة، لكن السفراء والضيوف يقولوا إيه، وقالى إنه خايف عليّ لأن جنودنا على الجبهة ومش عايز الناس تتكلم، قلت له مش انت اللى يقرر، ومينفعش نحضر مناسبة يظهر هو وأنا لأ».
وأتمنت السادات، “ومن وقتها عرفنا إن التليفون متراقب، وسمعنا شريط التسجيل، وأنور طلب من نهى بنتى إنها تروح تنادى هيكل، بيته قريب من بيتنا، فحضر هيكل، وشرح له السادات المؤامرة”.