لم تتوقف المذابح التي تقوم بها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني منذ ثلاثينيات القرن الماضي ومن قبل إعلان قيام دولة المحتل عام 1948 وحتى الأن ومنها المذبحة المروعة التي نفذتها تلك العصابات على قرية (دير ياسين) الواقعة غرب مدينة القدس.
في التاسع من إبريل من عام 1948 قامت مجموعة من عصابات ( أرجون وشتيرن) الصهيو نية بشن هجوم على القرية فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالى من الهجوم ويبادروا إلى الفرار من القرية، وهو السبب الرئيسي من الهجوم، كى يتسنّى اليهم الاستيلاء على القرية، لكنهم فوجئوا بهجوم بنيران أهالى القرية، مما تسبب فى سقوط عدد من اليه ود ما بين قتلى و جرحى، فطلب المهاجمون المساعدة من قيادة (الهاجاناه) وهي منظمة صهيو نية أخرى في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة، ولم تكتف العناصر اليهو د ية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عدداً من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم فى شوارع الأحياء اليهودية .
كان من نتيجة المذبحة الوحشية أن تم إزهاق أرواح حوالي 300 من أهالي القرية بينهم أطفال ونساء وشيوخ بجانب مئات الجرحي وتم انتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث جرت أبشع أنواع التعذيب، فكما روى مراسل صحفي عاصر المذبحة : “إنه شئ تأنف الوحوش نفسها ارتكابه” حيث تم استباحة القرية وأرتكبت كثيرمن أعمال تنكيل وتعذيب بحق أهالي القرية وسجلت وقائع أغتصاب لفتيات أمام ذويهن قبل قتلهن.
سببت المذبحة المروعة فى تزايد الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة، وبعد المذبحة استوطن الصها ينة القرية وأعادوا البناء فيها فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلين عصابة (الإرجون) الصهيو نية الذين نفّذوا المذبحة.
موضوعات متعلقة