بعدما كان الأب الملاذ وحصن يحمي من خطر الطامعين، أصبح هو من يهدد حياتهم ويدمر مستقبلهم بل ويحكم عليهم بالإعدام رغبة في رضا الغير، فمنذ دخول المتهم ” خالد عش الزوجية”، وبدأت علامات الإنحراف تظهر عليه، وبالرغم من محاولات عدة من زوجته لتغيرة للأفضل خاصة بعدما رزق بثلاث أطفال، “مش عايزة أخرب بيتي”، لكن نظرا لكثرة التطاول على زوجته بالضرب، بل تطرق الأمر إلى الخيانة الزوجية، الأمر الذي لم تتحملة ظهر الزوجة، ليستقر الأمر بينهما للإنفصال، مهمشين مستقبل أولادهم بل وجودهم في الحياة.
انتقلت الزوجة إلى محافظة سوهاج، بحثًا عن حياة هادئة لتنسى مرارة فشل التجربة الأولى من الزواج، لتستقر بها الحال داخل منزل أسرتها، بينما قرر الاب المتهم الزواج للمرة الثانية، وأصطحاب أبنائة الثلاث داخل شقته بمنطقة الخصوص بمحافظة القليوبية، لتبدأ زوجة الأب رحلتها في زرع الكراهية داخله ناحية أبنائة، ليعتاد التطاول عليهم بالضرب مستخدما “كابل كهرباء تار، وعصا تارة أخرى”، ليعيش الأطفال بين عذاب فرقة والدتهم، ونار جحود الأب وزوجته.
عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة مساء يوم الجمعة الماضي، نظرا لتعلق احد الاطفال الثلاثة “الاء” صاحبة الـ 12 عاما، بوالدتها قررت التواصل معها بشتى الطرق، محاولة تنفيذ مكالمة هاتفيه بعيدا عن مسمع والدها وزوجته الذي هددها بتعذيبها إذا حدث ذلك، أخذت الطفلة الهاتف ثم اختبأت بجوار السرير ويداها ترتعش من الخوف، تطلب رقم والدتها مرة وتحذفه مرة أخرى، لتعلم زوجة الأب بما حدث لتخبر المتهم عقب عودته من العمل”بنتك كلمت أمها وكسرت كلامك”، ليستشيط غضبا ويتطاول عليها بالضرب المبرح، مستخدما كبل كهرباء بمشاركة زوجته، لكن جسد الطفلة الهزيل لم يتحمل تلك المرة التعذيب، لتلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه.
حاول الأب في ابعاد اصابع الإتهام عنه والخروج من تلك المصيبة التي تحاصره، لتشتعل في ذهنه أن يستخرج تصريح دفن، مدعيا أن طفلته أخذت حقنة بالخطأ داخل أحد المستشفيات، فقام بالاتصال بسائق سيارة ميكروباص ووضع جثمان داخله، وتوجه إلى قريته مسقط راسة في سوهاج، ولكن العدالة الإلهية لم تشاء أن تترك لقاتل تلك الطفلة فرصة للهرب بفعلته، ليكتشف مفتشي الصحة ملابسات الواقعة، وأن هناك شبه جنائية في حالة الوفاة، ليتم إخطار رجال الشرطة التي على الفور أنتقلت لمحل البلاغ، ويتم القبض عليه فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط زوجة الأب الهاربة.
كان مركز شرطة طما، قد تلقى بلاغا من طبيب الوحدة الصحية بقرية العتامنة دائرة المركز، بقدوم أحد أهالي القرية ومعه طفلته، جثة هامدة، وبفحصها ظاهريًا تبين وجود آثار تعذيب وتم تحويلها إلى مستشفى طما المركزي.
وبالانتقال والفحص، تبين وجود جثة طفلة تدعى “آلاء. خ” 12 عامًا، تقيم برفقة والدها بدائرة قسم الخصوص، بمحافظة القليوبية وبها أثار ضرب وتعذيب.
وبسؤال والدتها، مطلقة، وتقيم بدائرة المركز، أفادت بأنها مطلقة منذ 3 سنوات، وأن ابنتها المتوفاة وأشقائها يقيمون طرف والدهم واتهمته بالتعدى على نجلتهما بالضرب والتسبب في وفاتها.
تمكنت القوات من القبض على المتهم، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات.