انفجرت بيروت بمرفأها؛ فانفجر الشعب اللبناني ضد الحكومة، حيث تندلع الآن مظاهرات حاشدة عمت العاصمة ومناطق أخرى بالبلد المنكوب، واتخذت من “يوم الحساب”، شعارًا لها؛ للمطالبة بمحاسبة المسؤولين في البلد صاحب المركز المتقدم على مؤشر الفساد.
ضحايا انفجار بيروت، ارتفاع إلى 158 قتيلا، وأكثر من 6 آلاف مصاب، فيما كشفت الاتصالات الواردة إلى الرقم الساخن للوزارة بأن عدد المفقودين المتبقين يبلغ 21، حيث تسبب 2750 طنا من نترات الأمونيوم في انفجار ضخم هز العاصمة بيروت الثلاثاء الماضي مخلفًا دمارًا هائلا في المرفأ، ومحيطه وفي عدد من شوارع العاصمة، وامتدت الأضرار إلى مسافات واسعة، كما تضررت مستشفيات العاصمة، وباتت غير صالحة للاستخدام.
وقبل ساعات قلائل، انطلقت في العاصمة اللبنانية تظاهرات حاشدة، تعبيرا عن الغضب الشعبي من المسؤولين في محيط البرلمان اللبناني، حيث رشق محتجون غاضبون القوى الأمنية بالحجارة، فيما اندلاعت مواجهات مباشرة بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعد أن أزال المتظاهرون الأسلاك الشائكة حول المناطق الحساسة بالعاصمة، ولقي أحد افراد القوات الأمنية مصرعه في اقتحام المتظاهرون وزارتي الاقتصاد، والبيئة، فيما أصيب 142 متظاهرًا.
وتعالت هتافات بعض المحتجين ضد “حزب الله” واصفين إياه بالإرهابي، منها “إرهابي إرهابي حزب الله إي إرهابي”، “ثورة ثورة”، و”بالروح بالدم نفديك يا بيروت”، فيما أقام الأمن والجيش حواجز لمنع اقتحام البرلمان اللبناني، كما تحاول القوى الأمنية حصر المحتجين في بقعة جغرافية محددة مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، بعد أن حاول المحتجون إزالة العوائق الحديدية الموضوعة أمام مدخل المجلس من قبل القوى الأمنية لإحداث ثغرة للدخول إلى المجلس.
وفي مظهر لم يك غائبًا عن ثورات الربيع العربي علّق المتظاهرون مشانق رمزية في ساحات طبيروت” و”طرابلس”، منها مشنقة للرئيس ميشال عون، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري؛ مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الفساد، وإنزال العقاب بكل من تواطأ في إحداث أزمة انفجار بيروت، إلى جانب الأزمات الاقتصادية التي تعيشها البلاد تحت وطأة نظام فاشل وحكومة منعدمة الرؤية والضمير.
وتصدّر هاشتاج ” #علقوا_المشانق ” قائمة الترند الأكثر رواجاً في لبنان عبر تويتر، فيما أعربت قيادة الجيش عن تفهمها “لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين وتفهمها لصعوبة الأوضاع الذي يمر بها وطننا”، وفق البيان الذي أصدرته، مذكرةً المحتجين “بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، كما ذكرت أن للجيش شهداء جراء الانفجار الذي حصل في المرفأ”.
وضربت الاستقالات البرلمان اللبناني، فكان أول المستقيلين قبل النائب مروان حمادة، المحسوب على الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وأمس الجمعة، أعلن النائب ميشال الضاهر انسحابه من تكتل النواب الموالين لعون في البرلمان، خلال تغريدة على حسابه على تويتر: “أمام هذه الكارثة الإنسانية وانسجاماً مع قناعتي ومواقفي السابقة أعلن انسحابي من تكتل لبنان القوي”، كما استقال نواب الكتائب الثلاثة، اليوم، إثر دعوة النائبة بولا يعقوبيان بدورها، إلى استقالات جماعية من البرلمان، داعية زملاءها إلى تقديم استقالاتهم الاثنين المقبل في المجلس.
رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، خرج داعيًا إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة كمدخل للخروج من الأزمة الحالية، قائلًا،: “سأطرح الأمر على جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل، ولا يمكن الخروج من أزمة البلد إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، فلبنان أصيب بكارثة ضخمة ونعيش تحت وطأة هذه الكارثة التي تركت آثارًا مدمرة، وسأخضع كل المسؤولين عن كارثة انفجار مرفأ بيروت للتحقيق، ومستعد لتحمل المسؤولية لمدة شهرين إلى حين اتفاق الأطراف السياسية على حل للأزمة الراهنة، والتحقيق في كارثة انفجار مرفأ بيروت لن يطول، وهناك مؤشرات من القضاء على ذلك”.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني، مساء اليوم السبت، إصابة نحو 142 في تظاهرات بيروت بينهم 32 نقلوا إلى المستشفيات؛ حيث شهد محيط البرلمان اللبناني تظاهرات عنيفة وغاضبة واشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن اللبنانية، ما أدى إلى إصابة العشرات، بينما اقتحم محتجون في حي الأشرفية بالعاصمة اللبنانية مقر وزارة الخارجية، ورفعوا أعلام مكتوب عليها “بيروت مدينة منزوعة السلاح.. عاصمة الثورة”
واقتحم قبل قليل، المتظاهرون في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، مقر جمعية المصارف، وأضرموا فيها النيران، في إطار التظاهرات التي خرجت عصر اليوم في العاصمة اللبنانية.