تستعد العديد من الشركات المتخصصة في السياحة الفضائية، فى الوقت الذى يخضع فيه رواد الفضاء لفحوصات ودراسات طبية مختلفة لفهم تأثير رحلات الفضاء على البشر.
فقد تم التوصل إلى دراسة فريدة من نوعها إلى تهديد جديد يتمثل فى تكوين جلطات دموية في الوريد الوداجى الذي يعد جزءا مهما من الجسم لأنه يستقبل الدم غير المؤكسد من الرأس والرقبة. وقد تكون للنتائج آثار مهمة على صحة الإنسان بالنسبة إلى رحلات الفضاء المدنية.
ويعمل الباحثون فى جامعة ستانفورد الأمريكية، للعثور على إجابات عن السؤال: هل التعرض لفترة طويلة لانعدام الوزن مرتبط بتدفق وريدى دماغى ضعيف وزيادة خطر تجلط الدم الوريدى؟
وأجريت هذه الدراسة على 11 من أعضاء طاقم محطة الفضاء الدولية (ISS)، أظهر ستة من أفراد الطاقم تدفقًا راكدًا أو رجعيًا في الوريد الوداجي في يوم الطيران 50 تقريبًا، وطور أحد أفراد الطاقم خثرة انسداد وريدي داخلي أثناء رحلة الفضاء.. وتحدث الحالة عادة في الساقين، كما هو الحال في المسافرين جوا على الرحلات الطويلة.
وتوصل الباحثون فى هذه الدراسة التى أجريت على رجال الفضاء وجود تدفق دم راكد ورجعى فى الوريد الوداجى، وهو خطر تم اكتشافه حديثا مرتبط برحلات الفضاء، في اثنين من رواد الفضاء، حيث بدأ الدم في الوعاء يتحرك فعليًا في الاتجاه المعاكس، من القلب باتجاه الرأس، وهو “غير طبيعي للغاية” لهذا الوريد.
وكشفت الدراسة عن أن التعرض للجاذبية الصغرى غيّر التعبير عن آلاف الجينات، لكن الأنماط الطبيعية إلى حد كبير للتعبير الجيني عادت إلى الظهور في غضون 10 أيام بعد عودتها إلى الأرض.
وقال “جوزيف سي وو”، كبير مؤلفي الدراسة من جامعة “ستانفورد”: “نحن مندهشون من السرعة التي تستطيع بها خلايا عضلة القلب البشرية التكيف مع البيئة التي توضع فيها بما في ذلك الجاذبية الصغرى”.
وأكد الباحثون أن نتائج الدراسة تبرز الحاجة إلى تقييم أكثر شمولية للديناميكا الدموية الوريدية الثنائية خلال رحلات الفضاء، وكذلك للتحقيق في التدابير المضادة التي يمكن أن تعيد فسيولوجيا الأوعية الدموية إلى حالة مماثلة لتلك التي شوهدت في المواقف المستقيمة والاستلقائية على الأرض.
في دراسة أخرى كشفت وظيفة القلب على مستوى الخلية والتعبير الجيني في خلايا القلب البشرية المستزرعة على متن المحطة الفضائية الدولية (ISS) لمدة 5.5 أسابيع، أن خلايا القلب تتغير في الفضاء ولكنها تعود إلى طبيعتها خلال 10 أيام على الأرض.