كشفت الشرطة السودانية، اليوم الثلاثاء، تفاصيل محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس وزراء البلاد، عبد الله حمدوك، يوم الاثنين، في العاصمة الخرطوم.
وبحسب بيان صادر عن رئاسة الشرطة السودانية، فإن العبوة التي استهدفت موكب حمدوك، كانت شديدة الانفجار، ووصل قطر آثارها إلى 1500 متر.
وذكر البيان الصادر عن الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة عمر عبد الماجد بشير “خلصت النتائج الأولية إلى أن المادة المتفجرة عبارة عن عبوة متفجرة زنة 750 جرام تم زرعها على جانب الطريق”.
وأورد البيان أن العبوة مصنوعة من مادة “أذيد الرصاص”.
شديدة الحساسية
وأضافت الداخلية السودانية أن هذه المادة شديدة الحساسية، ولذلك، خلفت حفرة من 90 سنتميترا وعرض 65 سنتميترا وعمق 35 سنتيمترا.
وشددت الشرطة على أن التحقيقات متواصلة لأجل الكشف عن أبعاد المخطط، مؤكدة ضرورة تعاون المواطنين مع السلطات في حال رصد أي تحركات مشبوهة.
وقال مصدر أمني مطلع في السودان، يوم الثلاثاء، إن السلطات الأمنية أوقفت عددا من المشتبه فيهم في محاولة اغتيال رئيس الوزراء.
في غضون ذلك، واصل رئيس الوزراء السوداني مهامه من مكتبه بشكل طبيعي، إثر محاولة الاغتيال الفاشلة.
ونجا حمدوك، صباح الاثنين، من محاولة اغتيال تعرض لها بعد خروجه من مقر إقامته، حيث تعرض موكبه إلى تفجير وإطلاق رصاص في منطقة كبري كوبر شمال شرقي الخرطوم.
ووقع الهجوم في وقت تواجه فيه حكومة حمدوك صعوبات جمة في إدارة أزمة اقتصادية حادة كانت سبب خروج احتجاجات لأشهر ضد نظام البشير واستمرت حتى بعد الإطاحة به.
ويقود حمدوك حكومة مؤلفة من تكنوقراط بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والجماعات المدنية لفترة انتقالية تستمر حتى أواخر 2022.
ووقع الهجوم قرب المدخل الشمالي لجسر كوبر على النيل الأزرق الذي يربط شمال العاصمة بوسطها، حيث يقع مكتب حمدوك.
وتواردت انباء غير مؤكدة حول طبيعة الهجوم أمس الإثنين، الذي استهدف حمدوك، فبينما ذكرت محطة إذاعية أن الموكب تعرض لإطلاق رصاص وقذيفة، ذكر التلفزيون الرسمي أن الاستهداف تم بسيارة ملغومة.
لكن مصدر أمني سوداني مطلع قال لموقع سكاي نيوز عربية، الثلاثاء، إن الدلائل الأولية للطريقة التي نفذت بها محاولة الاغتيال تشير إلى زرع متفجرات بالقرب من سيارة صغيرة من نوع هيونداي أكسنت، مر عليها موكب حمدوك.
وبحسب المصدر الأمني، فإن سائق السيارة المعتقل حاليا لدى الأجهزة الأمنية يقول إن سيارته تعطلت قبل فترة زمنية قصيرة من “وقوع انفجار”.
خلية إرهابية
ورغم ذلك، يبدو أن الموكب استُهدف من منطقة مرتفعة. وقال أحد الشهود لرويترز: “شاهدت لحظة التفجير والضرب جاء من بناية عالية”.
وأوضح المصدر أن “السلطات الأمنية ظلت ومنذ لحظة وقوع الحادث تجري تحقيقات مكثفة، وتبحث في علاقة رجلان تم اعتقالهما في مكان قريب من موقع الحادث بخلية إرهابية إخوانية عالمية”.
يذكر أن أفراد هذه الخلية تم اعتقالهم، في فبراير الماضي، في منطقة الحاج يوسف شرق الخرطوم في منزل يحتوي على متفجرات ومواد ناسفة، بحسب ما قال المصدر الأمني لموقع سكاي نيوز عربية.
وكانت لقطات بثتها محطات تلفزيون إقليمية ووسائل للتواصل الاجتماعي أظهرت موكبا وبه عدد من السيارات الرياضية المتعددة الأغراض البيضاء التي لحقت بها أضرار وسيارة تعرضت لأضرار جسيمة.
وتجمعت حشود من المواطنين مع محاولة الشرطة تأمين الموقع. وقال بيان حكومي إن أحد مرافقي حمدوك أصيب بجروح طفيفة.