أعلن العالم المصري حسن حلمي تفاصيل اكتشافه معدنا نادرا في صحراء مصر، وقال العالم المصري، وهو أستاذ الجيولوجيا بجامعة المنيا ، إن المعدن الذي اكتشفه أطلق عليه اسم “بحريات”، وحرصه على تسمية هذا المعدن بهذا الاسم نسبة إلى مكان اكتشافه في الواحات البحرية.
يغير نظرة تطور الأكسجين في الغلاف الجوي الأرضي
وتابع الدكتور حسن حلمي، أن تكون هذا المعدن في الطبيعة يؤكد أن ظروف الأكسدة صعبة الإعداد في المعامل وُجدت في الطبيعة منذ 93 مليون سنة، وهو ما يغير نظرتنا لتطور الأكسجين في الغلاف الجوي الأرضي وهو ما يمثل إضافة علمية.
وأردف حلمي، درجة نقاء هذا المعدن تصل إلى 99.5% وهو ما سيمثل عائدا اقتصاديا كبيرًا، كما أن مصر مليئة بالكثير من الخامات التي إذا أستخدمت في التصنيع فإنها ستحدث طفرة في الاقتصاد المصري.
المعدن عمره 93 مليون عاما
وأشار، إلى أن «بحريات» سهل الكسر، كما يذوب في المياه، وهو ما جعل وجوده في الطبيعة مرتبطا بظروف معينة، لأنه لو كان موجودا على السطح ونزلت أمطار، فإن هذا المعدن سيجرى تذويبه ولن يعثر عليه أحد: “ولأن الواحات البحرية موجودة في منطقة دافئة، فإن الأمطار محدودة، ويوجد هذا المعدن في طبقها عمق 6 أمتار، وكل ذلك جعل المعدن موجودا منذ 93 مليون عاما”
وأوضح أن معدن “بحريات” خصائصه غريبة وكذلك طريقة وجوده، حيث عثر عليه بالمصادفة، حيث أن هذا المعدن له خصائص بصرية وكيميائية مختلفة عن كل المعادن المعروفة.
وتابع: “لتأكيد اكتشاف المعدن وعدم تشابهه مع أي من المعادن المعروفة، توجد جهة علمية وحيدة في العالم مسؤولة عن ذلك وهي تابعة للجمعية الدولية للمعادن، كما توجد شروط للتقدم بمقترح لمعدن جديد ومجموعة من البيانات لا بد من تقديمها إلى هذه الجهة، وأهم هذه البيانات طريقة وجوده في الطبيعة، والتركيب الكيميائي له وخصائص المعدن المكتشف بصريا وطبيعيا”.
تمنع الحكومة بيعه لأكثر من جرام واحد لأنه يدخل في صناعة المتفجرات
يبين حلمي أن ما يميز هذا المعدن الذي تم اكتشافه عام 2020 هو تكوينه وطريقة وجوده وتركيبه الكيميائي وخصائصه الفيزيائية والطبيعية النادرة، والتي جعلته يتعاون مع عدة جهات لدراسته واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ذلك.
وأوضح أن “المعدن غالي الثمن ويباع في الصيدليات بالجرام وتمنع الحكومة المصرية بيع أكثر من كيلوغرام منه لأنه يدخل في صناعات عديدة أهمها المتفجرات.
وأشار إلى أنه أهم ما يميز المعدن الجديد المكتشف البصمة الخاصة به، فمثلما يوجد مليارات الأشخاص، ولكل واحد منهم بصمة مميزة، فبصمة المعدن تكمن في تركيبه الذري وطريقة رص ذرات عناصره المختلفة.
وتابع: “بمقارنة هذه البيانات والخاصية المميزة للمعدن الجديد عن المعادن المعروفة اكتشفنا أنها لا تشبه أيا من المعادن السابقة، وقد سهلت قواعد البيانات هذه العملية، وأننا بالفعل وضعنا يدنا على معدن جديد يضاف إلى معادن العالم، والأهـم أن الاكتشاف بعقـل مصري وجهد مصري 100 %”.
وقال إن يماثل تركيب المعدن الجديد تركيب مادة برمنجنات البوتاسيوم ، رغم أن مادة برمنجنات البوتاسيوم معروفة منذ آلاف السنين، فإنه لم يكتشف أحد من قبل أن لها نظيرا طبيعيا، ولذا لا يطلق عليها لقب معدن، أما الآن فسيطلق عليها اسم “بحريات”، وقد ينسى الناس اسم المكتشف، ولكن سيذكرون بالتأكيد اسم المعدن المرتبط بالمكان، ويلي هذا الاكتشاف دراسات جيولوجية مستفيضة لتحديد الاحتياطيات المتوافرة وكيفية الاستفادة منها، واستخدامات المعدن ستكون استخدامات برمنجنات البوتاسيوم المصنعة ذاتها، وفي حال اكتشاف احتياطيات كبيرة من المعدن فإن ذلك سيشكل نقلة كبيرة لقطاع التعدين في مصر.
ونوه بأن المعدن يتمتع بقيمة اقتصادية، إذ يمثل البديل الطبيعي لمادة برمنجنات البوتاسيوم التي تستخدم في أغراض طبية عديدة إضافة إلى استخدامات أخرى عسكرية.
من هو الدكتور حسن حلمي صاحب الاكتشاف؟
يشغل العالم المصري الدكتور حسن حلمي، درجة أستاذ، في مجال الجيولوجيا، في جامعة المنيا، وله العديد من الأبحاث القيمة في هذا الشأن، حيث تعاون مع عشرات العلماء والجامعات، كما شغر “حلمي” منصب نائب رئيس الجمعية الچيولوچية الأفريقية، لمدة 8 سنوات، وعمل كأستاذ زائر في اليابان، لمدة عامين، حيث مكنته هذه الفترة، من التعاون مع 5 جامعات يابانية في مجال البحوث.
ثاني مصري وعربي يحصل على جائزة فورستر الألمانية
وتستمر المسيرة العلمية المكللة بالنجاح والتفوق، بحصول “حلمي” على جائزة “جورج فورستر” الألمانية، في العلوم الأساسية الجيولوجية عام 2020 عن عطاءاته في ميدان العلوم، ليصبح بذلك ثاني مصري وعربي، يحصل على هذه الجائزة، فضلًا عن حصوله على جائزة الدولة التشجيعية في مصر عام 2000، والعديد من الجوائز الأخرى في مجال العلوم، من الجمعية الچيولوچية المصرية، وجمعية علم المعادن المصرية.
العناني:مصر شهدت أكبر حجم للاكتشافات الأثرية خلال جائحة كورونا