ضرب قرية فاطمة تعلبه المثل الاعلى في كيفية التعامل مع الموتى المتوفيين بعد إصابة من فيروس كورونا ، فقرية شباس عمير التابعه لمركز قلين بكفر الشيخ ، التي نالت شهرة ممثله في فاطمة تعلبه ، والأديب خيري شلبي عكاشه،تعاملت تعامل انساني وإسلامي متحضر ،مما يعود للأذهان دور القرية في محاربة الاستعمار الفرنسي ومنعه من الدخول إليها ، لأنهم منظمون ومتطورون ويجدون الحشد والتعامل في وقت الازمات وتظهر معادنهم وقت الشدائد.
فالقرية كان لها النصيب أن تسجل أول وفاة لكرونا لابن القرية “آمال .ع .م” 60 سنه ، ربة منزل ، وضمت القرية 3 حالات سجلتهم القرية قديما وحالة رابعه بالامس باحدى سيدات شباس المتزوجه في دمياط .
أمراض مزمنة
وكانت المتوفاة تعانى من أمراض مزمنة، وتدهورت حالتها الصحية خلال الساعات القليلة الماضية، ولفظت أنفاسها الآخيرة داخل مستشفي العزل ببلطيم، ليتم نقل الجثمان إلي ثلاجة المستشفي ، تمهيدًا لإتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، وتغسيلها طبقًا للإشتراطات الصحية، والصلاة عليها من قبل الطاقم الطبي للمستشفي وتسليمها لزويها لدفنها طبقًا للإشتراطات الصحية المتبعه.
وكان مشهد رائع لأهالي القرية عندما قدم جثمان المتوفاه في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، ضاربين المثل الأعلى لتشييع جثمان ضحية فيروس “كورونا” المستجد “كوفيدي 19″، من خلال التزام كامل من الأهالي، بشأن التوجيهات الخاصة لإجراء عملية الدفن لضحايا الفيروس، وحضور المشهد من بعيد مشاركة منهم لذوي الضحية في حزنهم.
وكان بعض الأهالي ومن أسرة الضحية، أصطفوا بناحية مقابر القرية، ووضع مسافات ما بينهم، لأداء صلاة الجنازة على روح الضحية، خلال وجود الجثمان داخل سيارة الإسعاف، وسط مراقبة واحتياطات أمنية مشددة من رجال الشرطة بمركز شرطة قلين، فيما حاصر رجال الأمن أهالي آخرون أثناء تواجدهم لحظة وصول الجثمان.
صلاة الجنازة
وعقب أداء صلاة الجنازة على روح الضحية توجهت سيارة الإسعاف إلى قرب مقبرة أسرتها، ونزل منها 4 أشخاص مرتدين بدل عزل وقائية، وحملوا الصندوق الذي به جثمان الضحية، ودخلوا به المقابر رفقة أثنين من ذويها بغرض إرشادهما عن مقبرة الأسرة، ليتوارى جثمان الضحية الثري وفق الاشتراطات الصحية الخاصة بعملية دفن ضحايا “كورونا”.
وعندما أنتهت عملية الدفن، خرج الأشخاص الاربعة، من المقابر، وخلعوا بدل العزل التي كانوا يرتدونها، وأحرقوها، فيما وجه رجال الشرطة بالأنصراف من منطقة المقابر، منعًا لوجود أي تجمعات، وسط استجابة من الأهالي جميعًا.
قال الدكتور أحمد بخاتي ، من أهالي القرية ،على عكس ما حدث في الدقهلية كان أهالي قرية شباس عمير المثل الاعلى في كيفية التعامل مع الموت وحرمة الميت، والحضور وان كان على بعد لتشييع الجنازة بحضور رجال الامن الذين اقاموا كردونات امنيه لمنع التزاحم والقول لأهالي القرية عودوا لمنازلكم ونحن أهلها ومتكفلون بها ،وسمحوا لعدد قليل من الأطباء والمشايخ بالإضافة لأقارب الحالة بالصلاة عليها من بعض وتباعد بين الصفوف .
وأكد بخاتي ، قام الأمن بتنظيم الصفوف وتوزيع الكمامات والجونتيات ،وحث الاهالي على التباعدـ ومن أدوا صلاة الجنازة ،تطبيقا لتعليمات وزارة الصحة ،ووقام كل طاقم الأطباء بتوزيع الكمامات والقفازات على الاهالي برغم وضع الامن كردونات حول المنطقة المؤديه للمقابر من جميع الاتجاهات، وتفهم الأهالي الاجراءات رغم حزنهم ،لعدم المشاركة عن قرب في صلاة الجنازة ،واكتفوا بالصلاة في الشوارع المتفرقة كل في مكانه على بعد ، وان لم يفعل الامن بإقامة الكردون لشارك كل الاهالي في أداء الصلاة ،ولكنهم ضربوا المثل في الامتثال لتعليمات الامن ورجال الصحة .