تنطلق صباح غدا الأحد أعمال مؤتمر برلين، والذي يعقد برعاية أوربية، وبحضور الأطراف المتنازعة في ليبيا كلا من فايز السراج رئيس حكومة الوفاق، وخليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، والذي ينعقد خصيصا لبحث الأزمة الليبية القائمة منذ تسعة أشهر.
وقف إطلاق النار في ليبيا
وينظر المراقبون إلى المؤتمر باعتباره فرصة للطرفين لاستعادة الأوضاع في ليبيا ووقف إطلاق النار، وحظر توريد الأسلحة، إعادةُ إطلاق قاطرة الحلّ السياسي بتشكيل مجلس رئاسي وحكومة يتمثل فيهما طرفا النزاع في البلاد تعمل إنشاء مؤسسة عسكرية وأخرى أمنية وفق معايير وطنية تحترم القانون الدولي وتكفل حقوق الإنسان.
ومن المقرر أن تشارك 12 دولة عربية وأفريقية وأوربية في مؤتمر برلين، بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية، وبع المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
الصراع على الأراضي الليبية
ويعقد هذا المؤتمر كضرورة سياسية وأمنية نتيجة الصراع الدائر على الآراضي الليبية، بين قوات حفتر المتمركزة في شرق ليبيا، وحكومة الوفاق في طرابلس، وأسفرت تلك المعارك عن مقتل أكثر من 280 مدنيا وألفي مقاتل، ونزوح عشرات آلاف الأشخاص، رغم وجود هدنة انطلقت الأحد الماضي لوقف اطلاق النار لكنها لم تنه الصراع.
وتحدثت بعض وسائل إعلامية دولية عن وجود “مسودة” خاصة لمؤتمر برلين هدفها الأول إنقاذ البلاد من براثن الحرب الأهلية وبناء قواعد لدولة تحترم القانون وتضمن حقوق الإنسان وتساهم في الحضارة الإنسانية.
وترعى ألمانيا المؤتمر بشكل أساسي المؤتمر بهدف التوصل لاتفاق بين الاطراف المتصارعة في ليبيا لوقف إطلاق النار، لكن ماتخفيه ألمانيا من رعايتها لهذا المؤتمر هو الخوف من أن تتحول ليبيا لنفس سيناريوا سوريا وتصبح ليبيا حاضنة للإرهاب، وهي قريبة من الاتحاد الأوربي.
مشاركة جامعة الدول
وتأتي مشاركة مصر في المؤتمر باعتبارها الشقيقة العربية الأولى لليبيا والجارة التي تريد إحلال السلام ووقف الصراع الدائر في ليبيا، حفاظا على أمنها القومي، كما أن مصر مقرا لجامعة الدول العربية، وتشارك الجامعة باعتبارها المسؤولة العربية لجميع الدول العربية.
أما مشاركة تركيا في المؤتمر تأتي في إطار فرض السيطرة على غير آراضيها ودعمها المتواصل للقتال الدائر في ليبيا بدعمها لقوات السراج وزعمها إرسال قوات تركية لليبيا.
بينما تأتي المشاركة الأمريكية لمؤتمر برلين من خلال وزير الخارجية مايك بومبيو، والذي سيدعو إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية من ليبيا واستئناف عملية السلام هناك التي تدعمها الأمم المتحدة.