شهدت مُنذ قليل محافظتي الأقصر والفيوم، ظاهرة فلكية، تدل على عظمة وذكاء المصريين القدماء في الفعلوم الفلكية، وحدثت اليوم الظاهرة الفريدة من نوعها، حيثُ أشرقت الشمس على المحور الرئيسي لمعابد الكرنك بمحافظة الأقصر، في نفس ذات الوقت أشرقت على قد أقداس معبد قصر قارون بمحافظة الفيوم، يأتي ذلك مع بداية فصل الشتاء، الذي بدأ اليوم الثلاثاء 21 ديسمبر 2021، يُعد ذلك لمعرفة بدء فصل الشتاء على الجانب الشمالي من الكرو الأرضية.
وأشرقت الشمس قرابة الساعة 6 و46 دقيقة صباح اليوم، على قدس أقداس معبد قصر قارون بمحافظة الفيوم، وتمكن الزائرين من رؤية قرص الشمس بلونه الذهبي، أثناء توسطه البوابة الشرقية التي تقع على المحور الرئيسي.
وتتعامد الشمس أولا على قرص الشمس المجنح على مدخل المعبد، ثم تتعامد على المقصورة الوسطى والمقصورة اليمنى، ولكنها لا تتعامد على المقصورة اليسرى وربما يكون التعامد على تمثال الإله في المقصورة اليمنى وعلى المركب في المقصورة الوسطى، ولا تقترب الشمس من مومياء التمساح التي تمثل إله التمساح سوبك، لأن المومياء المفترض أنها في العالم الآخر المظلم.
ويقع معبد قصر قارون جنوب غرب بحيرة قارون، ويبعد عن مدينة الفيوم بحوالي 50 كيلومترا، ويرجع تاريخه إلى العصر البطلمي، ويقع ضمن مدينة “ديونيسوس”، والتي تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد.
ويتكون المعبد من صالتين تؤديان إلى قدس الأقداس، وهو عبارة عن 3 مقاصير، وكان يوضع القارب المقدس في المقصورة الوسطى وعلى المقصورتين الجانبيتين كانا يوضع بها تماثيل للآلهة.
وظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية تؤكد دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، كما في معبد أبوسمبل الكبير بأسوان، والذي يسجل فيه التعامد بدء فصلي الزراعة والحصاد.