قد يفسر البعض خوف، فلاديمر بوتين، على حياته، وهو يقود غزوا لجارته أوكرانيا، أنه “جنون عظمة لا مبرر له”، لكن أحداثا في تاريخ البلاد تعطي الرئيس الروسي كل المبررات للخشية من الاغتيال، وفق تحليل نشرته مجلة “تايم”.
ويقول التحليل، الذي كتبه، سيباج مونتفيوري، وهو مؤلف لعدد من الكتب الأكثر مبيعا للعديد من الكتب، بما في ذلك كتابه الجديد “العالم: تاريخ عائلي للبشرية”، إن الهجوم الأخير على مبنى الكرملين قد يكون من عمل أوكرانيا أو من الأجهزة الأمنية الروسية، أو فقط “عملية زائفة”، من قبل النظام الروسي نفسه، لكن كل هذه التفسيرات لا تلغي جدية المخاوف التي قد تنتاب بوتين.
وروسيا، مثل جميع الأنظمة الشمولية في العالم، يقول كاتب التحليل، تعتمد على الإكراه لسحق المعارضة والحفاظ على السلطة، وهو ما يؤدي إلى خلق أعداء داخليين لا يرون غير العنف سبيلا للإطاحة بالحاكم.
أما الفشل في تحقيق أهداف الدولة الروسية، في وقت يقود فيه بوتين حربا ضد أوكرانيا، فيضاعف الخطر حتى من أقرب المقربين، بحسب التحليل.
تاريخ حافل بالاغتيالات
وككل قيصر حكيم، يدرك بوتين أنه يجب أن يكون يقظا، فالتاريخ الروسي حافل بالاغتيالات، إذ من بين آخر 12 إمبراطورا في تاريخ البلاد، مات ستة منهم بعنف، أحد الاستثناءات في تاريخ البلاد كان، جوزيف ستالين، لأنه كان قادرا على إحداث خراب لا يجرؤ معه أحد على مهاجمته، وفق “تايم”.
ووضع، بطرس الأكبر، معيار الإمبراطور الموهوب والقائد الأعلى الذي يطمح إليه بوتين الآن، لكنه مع ذلك واجه مؤامرات مستمرة ضد حياته، تعامل معها بنفسه من خلال تعذيب وإعدام الآلاف من الفرسان المتمردين.