كتب : محمود كمال
انتشرت مؤخرا أنواع عديدة من المخدرات المصنوعة يدويا من خامات تباع في الصيدليات ومحلات العطارة ، والتي يقوم بعض الشباب بخلطها واستخراج مادة مخدرة، ويأتي في مقدمتها مخدر الاستروكس والفودو وأنواع اخرى.
انتشار مثل تلك الأنواع من المواد المخدرة قابلها زيادة في معدل الجريمة، سواء قتل او سرقة او ضرب ، وتعمل وزارة الداخلية لمواجهة هذا الفعل بمزيد من الرقابة والحملات الأمنية على صناعها.
وهناك العديد من الحكايات فهناك بجانب سور احدي المدارس كان هناك تجمع شبابي يقف بجانب شاب ممد علي الارض في حالة ثبات ، يضحكون ويلقون عليه زجاجات المياه لافاقته .. قطع ضحكات الشباب صوت رجل عجوز يقول لهم .. ” ماله ده يا ولاد ؟! .. احد الشباب تطوع واجابه بجملة واحدة بضحكة شبابية ( تستخدم أثناء الهزار بين أوساط المراهقين ) متقلقش يا حاج ده شارب استروكس ..
مع غلاء أسعار المخدرات لم يغفل تجار المخدرات الأزمة والغلاء الكبير في أسعارها حالها حال السلع الأخري ، ودشنوا مخدرات جديدة شعبية ( رخيصة الثمن ) تصنع يدويا وبمكونات متوفرة في معظم محال العطارة والمنظفات وتضاف اليها بعض المكونات الدوائية التي تستخدم في العمليات الجراحية وا÷مها مادة ( الكيتامين ) القاتلة مخلوطة ومعجونة ببعض الأعشاب والمبيدات الحشرية .
” مشوفتش صوابعي “
بعد الحاح كبير من أحد الأصدقاء أمام تجمع ( الشلة ) رضخ “مصطفي . أ ” لأحد أصدقائه وقرر تجربة ” الاستروكس ” وكانت المرة الأولي والأخيرة التي يدخن فيها مثل هذه المخدرات والتي وصفها بأنها ( بتموت ) ، لافتا الي أنه لم يتعاطي منها الكثير وكادت أن تودي بحياته قائلا ” انا خدت نفسين بس حسيت اني مت وبتحاسب ولم أقدر علي الوقوف وصرخت في وجه أصحابي ” أنا مش شايف صوابعي والله انا يموت ” وسط الضحكات من الموجودين .
انتشار ورواج
مصطفي أكد أن ” الاستروكي والفودو والبودر ” منتشرة جدا بين الشباب ، لاسيما المرحلة الثانوية ، كذلك منتشرة بين أوساط ( الحرفيين والصنايعية ) قائلا ” ده رخيص وبكلام فاضي أو 20 جنيه ككطم أكنر من واحد بشرب ويموت ، لافتا الي أن الحصول عليه أو شرائه سهل جدا وفي أكثر من مكان قي القاهرة ، لاسيما المناطق العشوائية ( الشرابية وامبابة والزاوية الحمراء ) اشهرهم .
خطورة شديدة
وبقول عاطف فرحات ( صيدلي ) أن مادة الكيتامين المستخدمة في تصنيع هذه السموم في غاية الخطورة وهي تستخدم في حالات العمليات الجراحية للانسان والحيوان وهي عند تدخينها تعمل علي تظام ( الدوبامين ) والذي بدوره يعمل علي نقل السوائل العصبية بين الخلايا والمخ والنخاع الشوكي ، لافتا الي أنه عند تدخينها تصيب المتعاطي بحالة من الهياج العصبي والهلوسة والنشوة العصبية وقد تؤدي الي الوفاة الفورية في حال كانت الحالة الصحية أو الغذائية غير جيدة .
وفاة أو انتحار
الغريب في الأمر أن معظم من يتعاطون تلك المواد علي ( يقين ) بحقيقته وأنه يؤدي الي الوفاة لا محالة ، الا أنه حسب ما يؤكده فرحات انه نسبة الادمان لهذه المواد تتضاعف بعد كل مرة يدخن فيها ، حيث يتعود عليها المتعاطي ويشتاق لحالة النشوة ( المجنونة ) التي يحصل عليها من تلك السموم المميتة .
تعديل القانون
وفي محاولة لتحجيم تنامي تدخين مخدر الاستروكس بين أوساط الشباب حسمت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب الجدل بشـأن تعديلات القانون رقم ١٨٢ لسنة ١٩٦٠ بشأن مكافحة المخدرات بإضافة مادة تجرم المواد المخدرة التخليقية تنص علي أن تعتبر في حكم الجواهر المخدرة في تطبيق احكام هذا القانون المواد المخلقة التي تحدث ذات الأثر التخديري أو الضار بالعقل أو الجسد أو الحالة النفسية والعصبية، ويصدر بتحديد هذه المواد وضوابطها ومعاييرها قرار من الوزير المختص وتسري على المواد المخلقة جميع الأحكام الواردة في هذا القانون .”