توج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا ملكًا وملكة على المملكة المتحدة ودول الكومنولث، ليكون الملك الأكبر سنًا أثناء توليه العرش البريطاني.
اعتلى تشارلز العرش في 8 سبتمبر 2022 ، بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية. على عكس الوقت الذي توجت فيه الملكة الراحلة إليزابيث، لم تعد بريطانيا اليوم قوة إمبريالية، ولا واحدة من أهم القوى العسكرية أو البحرية في العالم.
تعد العائلة المالكة البريطانية واحدة من أقدم الملكيات في العالم، ويقدر صافي ثروة العائلة المالكة البريطانية بنحو 28 مليار دولار (21.3 مليار جنيه إسترليني) ، وفقا لآخر إحصائية من فوربس.
الحماية العسكرية
على الرغم من اسمها «بريطانيا العظمى» ، مثل معظم القوى الأوروبية الغربية ، فإنها تعتمد اليوم، على الولايات المتحدة لحمايتها العسكرية.
تواجه الملكية البريطانية تحديات لا توصف بالسلسة مثلما حدث في مراسم الخلافة الملكية والتي شهدت بعد أقل من 48 ساعة من وفاة الملكة إليزابيث الثانية، إعلان الملك تشارلز الثالث رسميا الملك الجديد لبريطانيا.
وعلى الرغم من ذلك، فالأمور ليست بهذه البساطة كما تبدو، فقد اعتلى تشارلز العرش في وقت مليء بالتحديات بالنسبة للمملكة المتحدة والعائلة الملكية، ويعتقد المؤرخون أن الملك الجديد يواجه «تحديات غير مسبوقة» من شأنها أن تحدد – للأفضل أو للأسوأ – عهده والعهود التالية له.
تحديات الملك تشارلز
تواجه ملايين العائلات في بريطانيا نقصا محتملا في الوقود هذا الشتاء بسبب زيادة الضغوط التي تواجه أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا، وتشير التوقعات الأكثر تشاؤما إلى أن ما يصل إلى 45 مليون شخص سيكافحون من أجل دفع فواتيرهم، أي ثلثي سكان البلاد.
ومن المرجح أن يدفع مثل هذا السيناريو الشؤون المالية للعائلة الملكية إلى الخضوع لمزيد من التدقيق أكثر من المعتاد، وفي الواقع، حتى قبل الحرب (الأوكرانية)، كانت ثمة شائعات في الصحافة البريطانية تقول إن أمير ويلز آنذاك، تشارلز، على استعداد إلى تقليص فخامة المناسبات الملكية، وبالتحديد تتويجه.
تراجع شعبية تشارلز
سجل دعم الملكية أدنى مستوياته منذ أكثر من 30 عاما على الأقل، وفقا لمسح خاص بالسلوك الاجتماعي البريطاني، والذي يقيس بصفة دورية مشاعر عينة من السكان البريطانيين تجاه أفراد العائلة الملكية.
وأظهرت نتائج استطلاع رأي، نُشر في عام 2021، أن 55 في المئة فقط من البريطانيين يعتقدون أنه من «المهم جدا» أو «مهم إلى حد كبير» أن يكون هناك نظام ملكي. وكان هذا الدعم قد تأرجح في العقود الماضية بين 60 في المئة و 70 في المئة.
الآراء السياسية للملك تشارلز
يعد الملك تشارلز الثالث على رأس دولة المملكة المتحدة، بيد أنه في ظل النظام الملكي الدستوري البريطاني، فإن السلطات الملكية هي في الغالب رمزية وشرفية، وبناء عليه من المتوقع أن يظل أفراد العائلة الملكية على الحياد سياسيا.
وقد رأى الكثيرون ضبط النفس الذي تبنته الملكة الراحلة نتيجة إيمانها بالقول المأثور «لا تتذمر، لا تبرر».
وكان تشارلز قد اعتاد في الماضي التحدث علنا بشأن قضايا مختلفة تهمه، ففي عام 2015، كُشف عن كتابته عشرات الرسائل لوزراء الحكومة يعبر فيها عن قلقه بشأن قضايا مختلفة من الشؤون المالية إلى القوات المسلحة.
ميراث تشارلز من والدته
أصبح الملك تشارلز الثالث، بعد وفاة والدته، رئيسا للكومنولث، وهو اتحاد سياسي يضم 56 دولة، معظمها مستعمرات بريطانية سابقة، وهو أيضا رئيس دولة من 14 دولة إلى جانب المملكة المتحدة، وهي قائمة تشمل أستراليا وكندا وجامايكا ونيوزيلندا.
وعلى الرغم من ذلك بدأت بعض دول الكومنولث، في السنوات الماضية، مناقشة علاقتها بالتاج البريطاني.
وفي هذا الإطار اتخذت بربادوس قرارا بأن تصبح جمهورية في أواخر عام 2021، مما أدى فعليا إلى إزاحة الملكة الراحلة كرئيس للدولة وإنهاء قرون من النفوذ البريطاني على الدولة الجزيرة، والتي كانت مركزا لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي لأكثر من 200 عام.