أكد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم الجمعة، أنه جاء إلى العراق كحاج ويحمل رسالة سلام ومحبة وتسامح للشعب العراقي.
ووجه البابا فرانسيس، في كلمته بقصر السلام في بغداد، التحية إلى كل الكنائس العراقية والمجتمعات المسيحية والمسلمين وأتباع الديانات الأخرى الموجودة في العراق، داعيا الجميع إلى التسامح والأخوة بين جميع الأديان والعيش في تناغم وسلام.
وأشار إلى أن العراق على مدار العقود الماضية عانى من كوارث الحروب وآفة الإرهاب والصراعات الطائفية غير القابلة للتعايش في سلام مع مختلف الجماعات العرقية والدينية وتنوع الثقافات، وهو ما جلب الموت والدمار، مشيرا إلى أن أبناء طائفة الإيزيديين تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني وهوياتهم.
ودعا البابا لإطلاق عملية فعالة للبناء والإعمار في العراق لتسليم الأجيال القادمة عالم أفضل وأكثر إنصافا وانسانية، مؤكدا أن التنوع الديني والثقافي والعرقي الذي ميز المجتمع العراقي لآلاف السنين إنما هو مورد ثمين يُستمد منه وليس عائق للتخلص منه، واليوم العراق مطالب بأن يبين للجميع وخاصة في الشرق الأوسط أن الاختلافات بدلا من أن تثير الصراعات يجب أن تتعاون في وئام للحياة المدنية”.
وناشد البابا، المجتمع الدولي بمنح جميع الجماعات الدينية الاعتراف والحقوق والاحترام والحماية، والاطلاع بدوره من أجل تعزيز السلام في العراق والشرق الأوسط، مؤكدا ضرورة التصدي للتوترات الإقليمية التي تعرض الاستقرار في بلدان الشرق الأوسط للخطر.
ودعا المسئولين السياسين والدبلوماسيين في العراق لتعزيز روح التضامن الأخوي والتصدي لآفة الفساد والاستغلال السلطة وكل ما هو غير شرعي، بالإضافة لتحقيق العدالة وتنمية النزاهة والشفافية وتقوية المؤسسات المسؤلة عن ذلك، فضلا عن وضع حد لانتشار الأسلحة وتوقيف المصالح الخاصة التي لا تهتم بالمواطنين، وأن يكون هناك تكاتف من أجل بناء الوطن وصناع السلام.
وقال “كفا عنفا وتطرف وأحزاب وعدم تسامح، يجب إعطاء الفرصة لجميع المواطنين الذين يريدوا بناء هذا البلد من خلال الحوار في هذه السنوات يسعى العراق لإرساء الأسس لمجتمع ديمقراطي ولابد أن نضمن في هذا الصدد مشاركة كل الفئات السياسية والاجتماعية والدينية، وضمان حقوق المواطنين الأساسية”، مشجعا جميع الخطوات التي اتُخذت من قبل الحكومة في هذا الاتجاه.
ووجه الشكر لجميع الدول والمنظمات الدولية التي تعمل في العراق من أجل إعادة الإعمار ومن أجل تقديم المساعدة للاجئين والنازحين، معربا عن أمله في ألا تسحب الدول يد الصداقة والالتزام البناء الممدوة إلى الشعب العراقي بل أن تواصل عملها مع السلطات العراقية دون فرض مصالح سياسية أو أيدولوجيا.
وحول أزمة كورونا، دعا البابا فرنسيس إلى ضرورة التوزيع العادل للقاح كورونا ليشمل جميع دول العالم، مشددا على ضرورة الخروج من الأزمة أفضل من السابق وبناء مستقبل موحد ومزدهر.
موضوعات متعلقة