كتبت _ ياسمين أحمد
اعتاد العرب من المشرق إلى المغرب على استعمال كلمة “إنّ”، وهي كلمة تعلق الأمر بموضوع فيه شك وخلاف أو سوء نية، فما هي حكاية الـ “إن” ومن أين جاءت؟
يقال أن أصل العبارة يرجع إلى مدينة حلب، وإلى أمير فطن شجاع اسمه علي بن منقذ كان تابعا للملك محمود بن مرداس ونشب بينهما خلاف، وظن الأمير إلى أن الملك يدبر لقتله ففر من حلب إلى دمشق واستدعى الملك كاتبه وأمره بكتابة رسالة إلى الأمير علي بن منقذ، يطمئنه ويدعوه للعودة إلى حلب وشعر الكاتب أن الملك ينوي الغدر بالأمير فختم الرسالة بعبارة : “إنّ شاء الله تعالى” بتشديد النون.
لما قرأ الأمير الرسالة وقف متعجبا عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته لكنه أدرك فورا أن الكاتب يحذره من شيء ما، حين شدد تلك النون ولم يلبث أن فطن إلى قوله تعالى :” إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك”، فما كان من الأمير إلا أن بعث رده يشكر للملك أفضاله ويطمئنه على فائق ثقته به وختمها بعبارة :” أنّا الخادم المقر بالإنعام” بتشديد النون أيضا وقرأها الكاتب وأدرك أن الأمير يبلغه أنه قد تنبه إلى تحذيره المبطن واطمئن إلى أن الأمير ابن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود الملك الغدار، ومنذ الحادثة صار الناس يقولون للحكاية إذا ارتابوا فيها “الموضوع فيه إنّ”.
اقرأ أيضا:
اختراع إسرائيلي.. جهاز يخترق الرأس لنقل الأصوات.. “فيديو”
استشاري لـ «أوان مصر»: الجمعة السوداء حيل نفسية تُحفز شهوة الشراء