قال شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن دار الإفتاء المصرية قامت بدراسة رصدت مجموعة كبيرة من الفتاوى على الشبكة العنكبوتية، تم اختيار 5500 منها كعينة للدراسة.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج «نظرة» الذي يذاع على قناة صدى البلد، اليوم الخميس، أن تلك الفتاوى البالغة 5500 العديد منها يحمل نفس الموضوع، كالسؤال عن حكم تهنئة المسيحيين بعيدهم، أو حكم بناء الكنائس.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الفتاوى صنفت إلى موضوعات عامة تضم تحتها موضوعات خاصة مرتبطة بالموضوع أو مرتبطة بالحكم الشرعي، وأظهرت الدراسة أن 70% من فتاوى المتطرفين تحرم التعامل مع المسيحيين وأن 20% منها مكروه و10% فقط تبيح التعاملات، ما يؤدي إلى هدم مبدأ التعايش والسلم المجتمعي، ويخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد استقبل وفد نصارى نجران في المسجد وسمح لهم بالصلاة فيه.
وأردف قائلًا: وهذه الدراسة وإن كانت تدل على عقلية متشددة ومتطرفة؛ ففي الوقت نفسه تتنافى تمامًا مع ما جاءت به نصوص الشريعة الإسلامية الصريحة والصحيحة من الحث على حسن المعاملة والعيش المشترك والتعامل معهم بالبر والقسط؛ انطلاقًا من المبدأ القرآني: “لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
وتابع إن قضية الرسل تحتاج إلى مذاكرة ودراية وتبصر في واقع الأمر؛ تبصر في واقع التاريخ الإنساني؛ فسيدنا آدم عليه السلام لما نزل إلى الأرض جسَّد كل معاني الإنسانية منذ هذه اللحظة إلى قيام الساعة، جسَّدها في قضية الطاعة لله عز وجل.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج «نظرة» الذي يذاع على قناة صدى البلد، اليوم الخميس، أن دراسة تاريخ الأنبياء والرسل تعلمنا الأمل والاستبشار، وعدم القنوط من رحمة الله؛ فالقنوط واليأس من رحمة الله تعالى كبيرة من الكبائر، ولا يجوز لأي إنسان أن يقول إن الله لا يغفر له، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم حذر الإنسان أشد التحذير من اليأس والقنوط من رحمة الله.
وأردف المفتي قائلًا: «إن الله أرسل الرسل والأنبياء حتى يستنير الناس ويمشون على الصراط المستقيم، لأن البشرية يمكن أن تحدث لها هزات فتعود إلى سبيل الرشاد مرة ثانية، ولتصحيح مسار الفطرة النقية التي ولدوا عليها نتيجة التأثر بالبيئة وغيرها من المؤثرات يرسل لهم سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء»
وعن الفرق بين النبي والرسول قال كلاهما يوحى إليه، فالرسول مكلف ومبلغ من الله، أما النبي فيوحى إليه لكنه ليس مأمورًا بتبليغ ما أنزل الله إليه.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الأنبياء والرسل هم مشاعل النور والهداية للبشرية، وعن عددهم، فهو غير معروف على وجه التحديد؛ وأفصح القرآن الكريم عن خمسة وعشرين رسولًا، منهم خمسة من أولي العزم من الرسل هم: “سيدنا نوح، وسيدنا إبراهيم، وسيدنا موسى، وسيدنا عيسى، وسيدنا محمد عليهم صلوات الله وسلامه، والمراد بأولي العزم من الرسل: المتصفون منهم بالصبر والثبات، وتحمل الشدائد في سبيل إعلاء كلمة الله أكثر، ما تحمل غيرهم من الأنبياء والمرسلين.