تحدثنا سابقآ عن تأثيرات و تداعيات إنتشار وباء فيروس كورونا من الناحية الاقتصادية و أنتهينا إلى أن التأثيرات الاقتصادية لهذا الوباء ستفوق في تأثيرها الاقتصادي أي أمر أخر و هو ما دعا كافة الدول و الحكومات إلى إقرار حزمة من الإجراءات بهدف حماية إقتصادياتها من تأثيرات هذا الوباء الاقتصادية و التساؤل الذى يطرح نفسه هنا هو هل ستكفى هذه الإجراءات الاقتصادية في تلافى التأثيرات الاقتصادية الضارة لإنتشار هذا الوباء إلى الحد الذى دفع بعض الدول لإعلان حظر التجول التام في كافة أنحائها.
إن كافة التقارير الدولية تتحدث عن التأثيرات الكارثية لهذا الوباء فالبنك الدولي بدوره أعد دراسة، أكد فيها أن انتشار الأوبئة والأمراض يكلف الاقتصاد العالمي نحو 570 مليار دولار سنوياً، أو ما يوازي نحو 0.7% من حجم الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولكن يبقى الأثر الاقتصادي لفيروس كورونا الجديد رهنا بتطورات جهود منع انتشاره، والتي تتخذها مختلف دول العالم بشكل متسارع.
إن خسارة دولة مثل الصين وحدها نحو الـ 20 مليار دولار خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة وأن فترة حضانة المصاب لفيروس كورونا المستجد أكبر بكثير من باقي الفيروسات الأخرى، إذ تبلغ حوالي 10 أيام، وهوما قد يؤدي إلى ركود اقتصادي يضغط على تمويل الصحة العامة مما يزيد من إضعاف قدرة العالم على منع أو احتواء تفشي الفيروس بعد ذلك.
العديد من المراكز البحثية والمحللين الاقتصاديين قرروا اعادة النظر في توقعاتهم لنمو الاقتصاد العالمي في 2020، وذلك بفعل الانتشار السريع للفيروس، وتتوقع مؤسسة أكسفورد للاقتصاد ، أن يتراجع نمو الاقتصاد الصيني بنحو 0.4 نقطة % ليصل إلى 5.5%، بحلول العام 2020، وذلك نتيجة لتفشي الفيروس، كما تتوقع أيضا تراجع نمو الاقتصاد العالمي بنحو 0.2%، ليصل إلى 2.1% في 2020، وبدوره توقع بنك جولدمان ساكس، أن يتراجع نمو الاقتصاد الصيني بنحو 0.4 نقطة مئوية ليصل إلى 5.5%، فيما توقع تراجع نمو الاقتصاد الأميركي بنحو 0.4 نقطة مئوية في الربع الأول من هذا العام.
وأشارت مؤسسة (كابيتال ايكونوميكس) في تقرير صادر عنها إلى تراجع الاقتصاد الصيني بفعل إغلاق العديد من المصانع، اضافة الي تأثر العديد من الأسواق الناشئة، وبالأخص الاسواق الآسيوية، بشكل كبير نتيجة لانتشار هذا الفيروس، كما توقعت خسارة كلا هونج كونج, وتايلاندا كمبوديا نحو 3%، من الناتج المحلي الإجمالي لبلادها.
إن دول العالم و بخاصة الدول النامية عليها الأستعداد و بصورة
عاجلة لما هو أت من صعاب و الأستعداد بجدية لمرحلة ما بعد كورونا فالتأثيرات الأقتصادية ضخمة و الحدث جلل و الشعوب وحدها هى من ستدفع الثمن.
و للحديث بقية طالما في العمر بقية.