المذابح الأسرية نزيف لا ينتهى وصداع اصبح مزمنا في رؤس رجال الامن، لا يمر يوما الا تظهر على السطح قضية شائكة … قضايا السرقات والمشاجرات والخطف و القتل كل يوم تدون فى دفتر أحوال أقسام الشرطة ويقوم رجال الامن بملاحقة الجناة ، الا أن حكايات من نوع آخر دائما ما تشغل خواطر الجميع من رجال البحث الجنائى والمواطنين للبحث عن الحقائق وتتبع كل خطوة يخطوها رجال الشرطة والنيابة العامة فى جرائم المذابح الأسرية والتى أصبحت نزيف لا ينتهى، حتى وأن اختلفت ظروف وملابسات الاحداث والمكان والزمان، تظل نتيجة واحدة ” مذبحة أسرية “.
حدائق الأهرام
منطقة حدائق الأهرام كانت شاهداً على آخر مذبحة أسرية حدثت خلال الساعات الماضية بأقدام رب الأسرة على خنق زوجته حتى الموت باستخدام كوفية والقاء طفلته الرضيعه 9 أشهور “نجوى” من منور العقار وقفز من الطابق الخامس لينهى حياته بعد ان عجز عن سداد ديونه التى تراكمت عليه وطارده الدائنين فى كل مكان .
حادثة حدائق الأهرام لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فمنذ مطلع العام الجارى 2020 وقعت مذبحة آخرى، وفى البحيرة اقدم جزار على ذبح أسرة مكونة من ٧ أفراد لسرقة روؤس الماشية وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم.
وبعدها بعدة أيام عثر الأهالي في عزبة علي خضر بمركز الرحمانية في محافظة البحيرة، على جثامين ربة منزل وأطفالها الثلاثة داخل منزلهم، بينما عُثر على الزوج مشنوقًا بإحدى غرف المسكن، وتبين بان الزوج قتل اسرته وانتحر لعجزه فى الانفاق عليهم.
وفى يناير 2020 ، قضت محكمة جنايات سوهاج، بإحالة أوراق ا”محمد.ص” 38 سنة عامل إلى فضيلة المفتى، لاتهامه بقتل والده، وشقيقه وزوجة والده، بقرية قلفاو بدائرة مركز سوهاج، بإطلاق الأعيرة النارية عليهم من بندقية آليه عقب اقتحام المتهم لمنزل والده عن طريق كسر الباب بسبب المشاجرات الدائمة على الاموال.
أسيوط
وفى أسيوط، أقدم أستاذ جامعي يعمل في إحدى الجامعات الخاصة في القاهرة على إطلاق الرصاص على مشيعي جنازة، وترويعهم أخذاً بالثأر، ليتسبب في مقتل 3 أفراد.
فى سبتمبر 2019 ، نفذ عامل مذبحة أسرية في مركز أرمنت بالأقصر، حيث قتل زوجته وابنته وحماته وشرع في قتل اثنين آخرين من أبنائه، بسبب خلافات زوجية بينه وبين زوجته، وحصولها على حكم “نفقة”، مما دفعه للانتقام منهم، وتسلل إلى المنزل، وقتلهم طعنًا وحرقًا داخل المنزل لإخفاء معالم الجريمة.
وفى الفيوم؛ قتل زوج زوجته وأولاده الأربعة وألقت قوات الشرطة القبض عليه باستخدام ساطور، وتبيّن من التحقيقات ، أن “خ. د” 28 سنة، مدرس لغة إنجليزية بقرية الحريشى بمركز الفيوم، سلم نفسه للشرطة واعترف بأنه تخلص من زوجته وأولاده الأربعة ذبحًا بالساطور لتلقيه تهديدات من بعض شركائه بسبب التنقيب عن الآثار، بقتل زوجته وأولاده الأربعة، فبادر هو بالتخلص منهم قبل تنفيذ تهديدات شركائه.
237 حادث
وكشف مصدر مطلع ، بان أجهزة البحث الجنائى بالاشتراك مع قطاع الامن العام خلال شهر يناير المنقضى تمكنت من كشف غموض237 حادث «قتل عمد – خطف – سرقة بالإكراه – حريق عمد- إنتحال صفة» بإجمالى 361 متهما من بينها جرائم المذابح الاسرية وتبين بعضها انتحار والبعض الآخر قتل عمد، مضيفا بانه خلال شهر فبراير الجارى رصدت 15 جريمة قتل من بينها 3 وقائع مذابح أسرية .
واشار المصدر بان اجهزة الامن خلال عام 2019 ، نجحت فى كشف غموض 2741 جناية مهمة بعضها شغل الرأي العام .
ويؤكد خبراء نفسيين فى تحليلات لهم ، بان معظم المتهمين في الوقائع لا يعانون من أمراض نفسية خطيرة، لكن الأسباب التي دفعتهم إلى ارتكاب جرائمهم تتنوع ما بين الخلافات الشخصية والأسرية أو الدفاع عن النفس أو للانتقام من محاولات الاعتداء الجنسي أو تعاطي المخدرات والإدمان او ارتكاب جرائم للهروب من المشكلات.
خبراء
وأوضح الخبراء النفسيين أن المرضى النفسيين لا يخططون للقتل إلا في نوعين فقط هما الاكتئاب والاضطراب التشككي، موضحا أن صاحب الاكتئاب إما أن يكتفي بالانتحار أو إذا كان متزوجا فيقدم على قتل زوجته وأبنائه اعتقادا منه أنه بذلك يسعى لخلاصهم من هموم الحياة ثم ينتحر بعد قتلهم، أما صاحب المرض الاضطراب التشككي يعتقد أن شخص ما يخطط لأن يؤذيه أو يقتله أو يتشكك في أن تكون زوجته على علاقة برجل آخر أو أنها تقيم علاقات غير شرعية مع آخرين وبالتالي يتشكك في نسب أولاده فيقدم على الانتقام بالقتل.