أصبحت النوافذ الإلكترونية مهنة من لا مهنة له، وظيفة الفاشل والناجح، وتتفشي تلك الظاهرة في المجتمع المصري بشكل كبير وبصورة واضحة، ولا أحد قادر على منعهم بشكل تام، ظهروا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي لتقديم الظواهر السلبية والعري والأشكال غير اللائقة والألفاظ البشعة، حتى أصبح لهم شعبية كبيرة ومشاهير بالطرق غير المهذبة التي يظهروا بها، والنوافذ الإلكترونية أصبحت وسيلة سهلة وبسيطة بالنسبة لهم للشهرة السريعة والثراء الفاحش.
يعرضون الشذوذ الفكرية والعنصرية والتنمر وغيره من الأشياء اللا أخلاقية، حولوا وسائل التواصل الإجتماعي لبؤرة شذوذ فكري، فباتت مشكلة إجتماعية تحتاج الدراسة من قبل العلماء ومشكلة تحتاج التوقف بشكل تام من قِبل الجهات المختصة بذلك، يخرجون على وسائل التواصل الإجتماعي مثل «الأراجوز» ويطلقون على أنفسهم «بلوجر» وفنانيين وغيرها من الألقاب الشائعة التي يطلقونها على أنفسهم، بدلًا من أن يبحثوا على وظيفة شريفة، يبحثون على القذارة السريعة.
يقدم البعض منهم محتوى فارغ من الأفكار بكل ما تعنيه الكلمة والبعض الآخر يقدم العري والإيحاءات الجنسية، وتُعد هذه الظاهرة مفسدة للأخلاق وتنشر الرذيلة، ووسيلة سريعة للإسفاف، ويجب على الجهات المختصة التصدي لمثل هذه الحالات التي تقدم نوعًا هابطًا من الفن، والفن بريء منهم.
الثراء السريع
وقال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن هناك البعض من الشباب يلجأون دائمًا لطريقة كسب سريعة بسبب تأمين مستقبلهم، فيكون هناك صراع بينهم وهذا الصراع في الوقت الحالي يكون على منصات التواصل الإجتماعي، ليكون ترند ليحقق مشاهدات عالية ليسحوذ على أكبر عدد من المال حتى وإن كان بسبل غير لائقة.
وأضاف هندي في تصريحات خاصة لـ«أوان مصر»، حيل الشباب هذه الأيام على منصات التواصل الإجتماعي بها خداع وتزييف للحقيقة وكل هذه الأمور ترجع لأسباب نفسية كثيرة أهمها نمط الشخصية، وفي علم النفس هناك شخصية تسمى بالشخصية “الهستيرية”، وهذه الشخصية دائمًا تحاول أن تجذب الإنتباه من قِبل الآخرين وتتسم بحب الظهور، دائمًا تلجأ للحيل المثيرة وتكون شخصية إستعراضية، لديها ميول شديدة للتمثيل وتتسم بالمبالغة الكذب وانفعالتها دائمًا تكون سريعة.
الشخصية الهستيرية
وأكد هندي أن الشخصية الهستيرية هي المتسبب في كل هذا، لتشبع رغبات صاحبها، ونمط الشخصية دائمًا هو المؤثر الحقيقي للترند أو الثراء السريع، ويريد الشخص صاحب تلك الشخصية أن يقدم شيئًا وليس الفارق معه أن يكون هذا الشئ جيد أم لا، لكن كل هدف هذه الشخصية الثراء السريع، نجحوا في سرقة عقول البعض من الناس، بسبب الضغوطات المعيشية التي يعيشها البعض، لذلك يتجهون إلى مشاهدة مثل هذه الأشياء غير اللائقة أو الهزلية.
وذكر أن السوشيال ميديا، أصبحت تجعل لهذه الشخصيات قيمة، وطريقة بسيطة للثراء السريع وبالفعل حققوا ما يريدون بسبب مشاهدة بعض الأشخاص لهم، أصبحت ظاهرة بشعة في المجتمع، يلوثون مسامع الناس بالشذوذ الفكري، والكثير منهم يوجه رسائل الغرض منها تلويث الذوق العام وينجحون في ذلك ببراعة هائلة.
الطريق الأقرب للمعصية
ومن جانبه شدد الشيخ محمد عز الدين، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، على أن هؤلاء الشباب يلجأون للطريق الأقرب للمعصية والإستعراض غير المشروع، وحكم التربح من هذه الفيدوهات عن طريق كشف العوارات والأفعال المحرمة وتلوث الذوق العام فيكون حينئذٍ التربح من هذه الفيديوهات محرم.
وأكد في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر»، أن ما يفعله الشباب الذين يطلقون على أنفسهم «يوتيوبر»، يقوم البعض منهم من بالتربح عن طريق الألفاظ والملابس غير اللائقة التي يعرضها، والمشاهدات التي تأتي بهذه الطريقة والإعلانات تكون محرمة لانه يستعرض نفسه بشكل غير محترم، ومنصات التواصل الإجتماعي أصبحت في وقتنا الحالي في كل منزل وكافة الفئات يتابعوها.
ونوه على أن المنشيء للمحتوى إذا كان غير قادر على أن يتحكم به، وهذه المنصات تطلب منه فعل ذلك للربح والمشاهدات فتكون أمواله محرمة، وإذا حاول أن ينشر هذه الأموال في أي طريق ينظنه حلال، يُساعد حينئذٍ في إنتسار الفساد على مصرعيه.
مخططات ضائعة
وأوضحت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس، إن الشباب حاليًا ليسوا يسيرون على نمط مُعين في الحياة، ولا يخططون لمستقبلهم، بل أخذتهم الحياة حول الثراء السريع، لأنه أقصر طريق للثراء هذه الأيام السوشيال ميديا، وجدوا الطريق أمامهم مفتوح بدون رقابة من جهة الأهل أو الأقارب، فبدأو يصنعون محتوى يُشاهده الناس وليس من المهم عندهم أن يكون هادف من عدمه.
واشارت في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر»، أن شباب العرب يختلفون عن شباب الغرب بطريقة كبيرة هُناك يعدون الشاب فكريًا لبناء مستقبله، لكن العرب لا يهتمون بذلك لدرجة ملحوظة، والشباب المصري يقفون على قدم واحدة لا يضعون خططًا مستقبلية لمستقبلهم، بل كل ما يريده الشاب المصري هو وضع خطة سريعة ووقتية، لتنفيذها بسرعة ويجلب منها مالًا بغض النظر عن حرمنيته أم لا.