افتتح اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشروع المنطقة الصناعية في مدينة الروبيكى، وذلك في الجزء الخاص بالنسيج، والذى يضم 6 مصانع جديدة للغزل والنسيج، وحيث يضم المجمع الصناعى الجديد بالروبيكى فى مرحلته الأولى ٦ مصانع، هى مصنع الغزل الرفيع وآخر للغزل السميك، و٣ مصانع لتحضير النسيج وللنسيج الدائرى والمستطيل، وآخر للصباغة والطباعة، مجهزة بأحدث الماكينات التى تم استيرادها من أكبر وأهم الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال، لتعمل وفق أحدث النظم والبرامج التكنولوجية.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن الأهم لأى صناعة مثل الغزل والنسيج وغيرها كيفية إداراتها قائلا: “الإدارة أهم حاجة.. ومفيش هزار.. ومفيش دلع”.
وأضاف الرئيس السيسى، خلال كلمته فى افتتاح المدينة الصناعية بالروبيكى: “القضية التى تواجه أى صناعة ومصانع الإدارة الجيدة والتواصل مع العمالة الموجودة فيها، والهدف من التواصل تحقيق النجاح، لأن التواصل المستمر مع القائمين على هذه المصانع يحقق النجاح، وحتى يعرف كل فرد دوره، وحتى لا تفشل هذه المؤسسات مثلما كان يحدث فى السابق”.
وتابع الرئيس السيسى: “علينا معرفة سبب تراجع المصانع خلال السنوات الماضية.. وعلشان تعرفوا ان النجاح واستمرار النجاح أمر مش سهل.. النجاح يحتاج إلى جهد ووقت والتزام .. يعنى عمالة المصنع 100 يجب أن يكونوا 100 فقط وليس 101 عامل.. وعلينا تأهيل العمالة وتدريبها والتأكد من تحقيق الأهداف على كافة المستويات وكل القطاعات داخل المصانع بشكل دورى.
وحسب تصريحات رسمية، فإن المشروع يوفر ١٣٥٠ فرصة عمل مباشرة، و١٢ ألف فرصة عمل غير مباشرة، كما أنه يشهد، ولأول مرة، تقليل أعداد الوظائف الإدارية إلى نسبة ٧٪ فقط.
ومن المقرر إقامته على مساحة ٤٦٩ فدانًا، تم استغلال ٥٠٪ منها فقط فى المرحلة الأولى، التى ستشهد أيضًا افتتاح ٣ مصانع أخرى بنهاية العام الجارى، مشيرا إلى أن مصر مقبلة خلال الفترة المقبلة على «صحوة كبيرة» في مجال من صناعات الغزل والنسيج تستعيد بها أمجاد الماضى.
وقال اللواء إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، المدينة الصناعية في مدينة الروبيكي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بتنفيذ مجمع متكامل يتوافر به كل الخدمات والمرافق، وفقًا لأعلى المعايير والمواصفات العالمية ليكون نموذجًا يساهم مع المدن الصناعية الجديدة التي تم انشائها في مختلف أنحاء الجمهورية.
وأوضح رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أن هذا المجمع يهدف لدفع عجلة الانتاج وتطوير وتوسعة قاعدة الصناعة المصرية وتوطين التكنولوجيا الحديثة لتقديم منتجًا يمكن من تصديره للأسواق الخارجية بأسعار تنافسية، حيث تم تنسيق الكامل مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لتنفيذ مجمع صناعي يشمل جميع مراحل صناعة الغزل والنسيج والتي تبدأ بعد الانتهاء من مرحلة حلج القطن وصولًا للمنتج النهائي.
وقال اللواء مهندس كامل هلال، رئيس الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية، المنفّذة للمشروع، إن مصر مقبلة خلال الفترة المقبلة على «صحوة كبيرة» فى مجال صناعات الغزل والنسيج تستعيد بها أمجاد الماضى، موضحاً أن هناك اهتماماً كبيراً من الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بهذا الملف المهم.
وأضاف «هلال» ، أن المشروع بدأ العمل فيه منذ قرابة ٣٠ شهراً، مشيراً إلى وجود ٤٢٩ فداناً مخصصة لشركته فى الروبيكى كمنطقة استثمارية خاصة، تم استغلال ٥٠٪ منها فقط فى صناعات الغزل والنسيج، وستكون هناك مراحل أخرى، سواء فى الروبيكى، أو فى مدينة السادات.
وأوضح رئيس «الوطنية للتطوير والتنمية الصناعية»، أن هناك دراسات جدوى واسعة أعدّت للمشروع الضخم قبل تنفيذه، وانتهت لتنفيذ ٦ مصانع، أحدها للغزل الرفيع، وآخر للسميك، ومصنع لتحضيرات النسيج، وآخر للنسيج المستطيل، ومصنع للنسيج الدائرى ومصبغة عالمية.
وأشار إلى أن المشروع يهدف لتحقيق قيمة مضافة للقطن المصرى، بدلاً من تصديره فى شكل خام، موضّحاً أن الدراسات تلفت للقيمة المضافة الكبيرة للتصنيع، بدلاً من التصدير فى شكل خام. وقال إنه لو صنع القطن فى شكل غزل؛ ستتحقق ٥٠٪ قيمة مضافة له، ولو صُنع كقماش «تريكو» تكون قيمته المضافة ١٦٠٪، أما لو صُنع فى شكل منتج نهائى مثل «تى شيرت»؛ فإن القيمة المضافة المحقّقة فى تصنيع القطن تكون ٤٧١٪.
وقال «هلال» إن القطن المصرى كان يصدّر إلى الخارج، ويعود لنا بعد تصنيعه بأضعاف سعره، موضحاً أن خطة الدولة لإحياء صناعات الغزل والنسيج ستحقق أقصى استفادة ممكنة من التصنيع المحلى للقطن، وستجذب شركات عالمية للعمل فى صناعات الغزل والنسيج بمصر. وأوضح رئيس «الوطنية للتطوير والتنمية الصناعية»، أن المصانع الستة لها طاقات إنتاجية كبرى؛ فمثلاً صناعات الغزل الرفيع تبلغ الطاقة الإنتاجية لها ٤.٥ طن فى اليوم، والغزل السميك ٩ أطنان، ومصنع تحضيرات النسيج تبلغ طاقته الإنتاجية ٦٠ ألف متر طولى فى اليوم، ومصنع للنسيج المستطيل طاقته ٣٠ ألف متر طولى فى اليوم، والنسيج الدائرى ١٠ أطنان، فيما أن المصبغة العالمية طاقتها المخططة ١٠٠ ألف متر، لكن تم البدء بـ٣٠ ألف متر فى اليوم، وكذلك إمكانيات الطباعة على ٣٠ ألف طن فى اليوم.
وشدّد على وجود تنسيق شامل وكامل بين القوات المسلحة ووزارة قطاع الأعمال العام، والشركة القابضة للغزل والنسيج، ووزارة التجارة والصناعة، وهيئة الاستثمار فى جميع المجالات، فضلاً عن التعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وإبرام تعاقدات مع المزارعين لتوريد القطن فى الفترة المقبلة، موضحاً أن الفترة الماضية شهدت تراجعاً فى زراعة القطن من أكثر من ٢ مليون فدان، حتى ٢٢٨ ألف فدان قطن مزروع، والفترة المقبلة عقب مشروعات تصنيع القطن ستزداد تلك الكمية المزروعة تدريجياً. وشدّد «هلال» على أن القوات المسلحة لا تهدف بتلك المشروعات لمنافسة القطاع العام أو الخاص، ولكن لإحداث توازن فى السوق المحلية، والمساهمة فى خطة الدولة للنهوض بصناعات الغزل والنسيج، لافتاً إلى أن المدير التنفيذى للمشروع، وكل العاملين من المدنيين، والمشروع فى مراحله الأولى يوفر ١٣٥٠ فرصة عمل كعمالة مباشرة، وقرابة ١٢ ألف فرصة عمل غير مباشرة، ونسبة الإداريين بالمشروع أقل من ٧٪ من العمالة. وأكد أن إدارة المشروع حريصة تماماً على تطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد ١٩».
وشدّد على أنه تمّت الاستعانة بأحدث المستويات التكنولوجية العالمية فى مختلف مشروعات الغزل والنسيج، ومنها تكنولوجيات ألمانية، وسويسرية، وإيطالية، وإسبانية، مضيفاً: «كل منها أعلى تكنولوجية فى تخصصه»، كما سيتم افتتاح مصانع أخرى بالمنطقة الاستثمارية فى مدينة الروبيكى خلال شهر أكتوبر المقبل، منها مصنع المشغولات المعدنية، وآخر للخشبية، كما سيتم افتتاح مصنع للمعدات الواقية، مشيراً إلى أنه سيتم تصدير منتجات إلى الخارج.
وتابع رئيس «الوطنية للتطوير والتنمية»، قائلاً إن هناك تعاوناً مع خبرات عالمية ناجحة فى مجال مشروعات الغزل والنسيج بهدف النهوض بتلك الصناعة، كما يوجد تعاون مع جامعات مصرية فى مجال أبحاث الغزل والنسيج، والتدريب. ولفت إلى أن فرص العمل فى المشروعات المختلفة التى يعمل عليها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية تعلن بكل شفافية، لكن هناك اشتراطات فى المقبولين للعمل، منها أن يتمتّعوا بلياقة بدنية جيّدة، ومؤهل، بالإضافة إلى اختبارات فنية ونفسية.