كتب محمود معروف
السد الإثيوبي.. يمثل ملء سد النهضة الإثيوبي في الفترة المقبلة، خطرا كبيرا على 150 مليون مصري وسوداني، الأمر الذي يعني حتمية البقاء «إما / أو»، إما الدفاع عن حقوقنا بشتى السبل، أو الخضوع والرضاء بسياسة الأمر الواقع، وينتظر الكثيرون موقف الولايات المتحدة الأمريكية من تلك الأحداث وموقفها إزاء القضية.
وفي هذا الإطار، أجاب على ذلك السؤال الدكتور سيد غانم، أستاذ العلوم السياسية والاقتصاد بجامعة القاهرة لـ «أوان مصر» بأن أمريكا يمكن أن تقدم مساعدات محدودة، ولكن مفعولها قوى وكبير في المنطقة باعتبارها قوة عظمى.
وأضاف الخبير السياسي، أن أمريكا إن رأت ضرورة إرغام إثيوبيا على التوقيع على بنود معينة، فهي قادرة على فرض هذا الأمر، وإن لم تجد حل سوى قصف السد وساندت هذا الأمر، فلن يقدر أحد على محاسبة مصر، بل سيكون للقصف تأييد دولي منقطع النظير.
حذر المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، المجتمع الدولي في التعامل بعدم الجدية، وعدم الحيادية، أو التهاون مع قضية أزمة السد الإثيوبي، واصفاً إياها بـ”المعقدة” و”الخطيرة” ، وقال إن تلك الأزمة تهدد حياة أكثر من 100 مليون مصري، و 50 مليون سوداني، وهي بالفعل أزمة وجودية تتسبب في تهديد الأمن والسلم العام داخل المنطقة .
وأشاد الجندى، في بيانه بكافة الخطوات الدبلوماسية التي تتخذها الدولة المصرية لحل الأزمة؛ معرباً، عن ثقته المطلقة في القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأيضا كافة أجهزة الدولة في التعامل مع تلك القضية بكل حسم، واتخاذ كافة السبل للحفاظ على الحقوق المائية المصرية.
وقال الجندى، أنه على الرغم من استمرار التعنت الأثيوبي والمرواغة الواضحة ومحاولات استهلاك الوقت لفرض أمر واقع منذ البداية، وإدعاء إثيوبيا كذباً بأن السد بهدف التنمية، دليل على سوء نيتها في التعامل مع القضية، وادعائها المظلومية أمام دول الأعضاء في مجلس الأمن، إلا أن الهدف كما هو معلوم للجميع، فرض سيطرة إقليمية وهدم الثوابت والحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل.
واختتم الجندي حديثه مكررا توعية المجتمع الدولي بخطورة تلك المشكلة الإقليمية و أكد أنها ستتجاوز حدودها الإقليمية وسيطال تأثيرها العالم بأسره، مؤكداً أنه لا سبيل لإثيوبيا إلا الجلوس على طاولة المفاوضات بدعم من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، حيث أن ذلك هو السبيل الوحيد لحل الأزمة قبل فوات الأوان.