كتبت: سماح عثمان
حالة من الغضب اجتاحت بعض دول العالم والمسلمين على وجه الخصوص بعدما قام “راسموس بالودان” المتطرف اليميني بحرق نسخة من القرآن الكريم في السويد مما أثار حالة من الغضب بين الأوساط العالمية .
مشهد حرق المصحف أثار غضب أكثر من مليار مسلم حول العالم ، الأمر الذي جعل الآلاف يخرجون في مظاهرات حاشدة احتجاجا على الأفعال المناهضة للإسلام.
وأوضح مرصد الاسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، أن المسلمين والمهاجرين في السويد يتعرضون لموجات شديدة ومتلاحقة من الاضطهاد والتمييز ومحاولات الإقصاء، من قبل التيارات اليمينية المتطرفة المعروفة بممارساتها العدائية والإقصائية تجاه المسلمين، وذلك لجذب المزيد من الأنصار لتحرضيهم على الممارسات العنصرية ضد المسلمين، والتي من شأنها زيادة سعار الإسلاموفوبيا في البلاد بما يخدم مصالحهم السياسية والاجتماعية، مستغلين إنشغال العالم بوباء كورونا في خدمة أجنداتهم.
منع “راسموس بالودان” من تنظيم مظاهرة ضد الإسلام
وكانت السلطات السويدية قد منعت السياسي الدنماركي، راسموس بالودان، زعيم حزب متشدد مناهض للإسلام، من دخول السويد لعقد اجتماع في مالمو.
وكان من المقرر أن يسافر راسموس بالودان، زعيم حزب “الخط المتشدد” الدانماركي اليميني المتطرف المناهض للهجرة ، إلى مالمو لإلقاء خطاب خلال حادثة إحراق المصحف، التي أقيمت وقت صلاة الجمعة.
وكتب بالودان على فيسبوك أنّه تمّ ترحيله من السويد “مع منع دخول إليها لمدّة عامين”، مضيفًا “لكنّ المغتصبين والقتلة مرحّب بهم دائمًا!”، مرفقًا رسالته هذه برمز تعبيريّ لوجهٍ يبكي من الضحك.
وكان بالودان قد حظي باهتمام وسائل الإعلام، العام الماضي، عندما أقدم على حرق مصحف كان قد لفه بقطع من لحم الخنزير.
منظمة التعاون الإسلامي: عمل استفزازي وتحريضي.
منظمة التعاون الإسلامي: عمل يسيئ لمشاعر المسلمين
نددت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، أمس الأحد، بواقعة حرق المصحف في مدينة مالمو بالسويد، واصفة هذه الحادثة بأنها عمل تحريضي واستفزازي يهدف إلى إلحاق الضرر والإساءة بالمشاعر الدينية للمسلمين.
وكانت الشرطة في السويد قد أعلنت، السبت، اندلاع أعمال عنف واحتجاجات في مدينة مالمو في أعقاب أعمال مناهضة للإسلام تم فيها إحراق المصحف.
وقعت تلك الأحداث بعد ساعات على منع زعيم حزب دنماركي يميني معروف بأعماله الاستفزازية ضد المسلمين، من دخول السويد.
وأعلنت المنظمة رفضها لمثل هذه الأعمال، مؤكدة أنها تتناقض مع الجهود الدولية لمكافحة التعصب والتحريض على الكراهية على أساس الدين والمعتقد.
منذ عام..حرق المصحف وسط عاصمة الدنمارك والفاعل واحد
وفي شهر أبريل من العام الماضي، شهدت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن احتجاجات عارمة من مجموعة من المسلمين على خلفية الإحراق المتواصل وتدنيس القرآن الكريم في الشارع العام من اليميني المتطرف راسموس بالودان.
وظهرت عناصر الشرطة الدنماركية، خلال هذه الاحتجاجات، تُشهر السلاح في وجه المتظاهرين، كما استعملت الشرطة الرصاص الحي لتفريقهم، ودخلت في كر وفر بينها وبين المسلمين المحتجين.
رئيس الحكومة: استفزازات ليس لها معنى
واستنكر لارس لوكا غاسموسن، رئيس الحكومة الدنماركية، الحملة الاستفزازية التي يقودها اليميني المتطرف غاسموس بالودان؛ والتي لم يتردد في وصفها بـ”الاستفزازات التي ليس لها أي معنى”.
وقال المسؤول إن تصرفات العنصري الدانماركي ليس لها غرض سوى إحداث انقسامات داخل المجتمع الدنماركي. كما دعا رئيس الحكومة إلى مواجهة هذه الاستفزازات بالحجج وليس بالعنف، مع الحفاظ على حرية التعبير والرأي.
جدير بالذكر أن راسموس بالودان أحرق، العام الماضي، المصحف الكريم وسط مدينة كوبنهاكن تحت حماية الشرطة الدنماركية؛ وهو ما أثار غضب المسلمين الذين انتفضوا ضد اليميني المتطرف وضد الشرطة الدنماركية.
وقد استمرت استفزازات اليميني العنصري المتطرف راسموس بالودان بحرق القرآن وتدنيسه لأكثر من شهر، وقد تم ذلك في عدة مناطق من المملكة الدنماركية.
طبيب نفسي لـ”أوان مصر”: نشأ في أسرة متشددة ورفض السيطرة الإلهية
من خلال الواقعتين وجدنا أن الفاعل واحد، شخص واحد أثار الفتنة والوقيعة في عامين متتالين وأثار غضب أكثر من مليار مسلم، وهذا ماجعلنا نسأل المتخصصين وهو الدكتور هاشم بحري أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، الذي قال أن المصحف عبارة عن شكل من أشكال السلطة وهناك أشخاص لديهم إشكالية مع السلطة بسبب نشأتهم وتربيتهم في أسرة متشددة ولديه مخزون كبير من الغضب الذي لايمكن تفريغه وسط أسرته .
وشرح “بحري” في تصريح خاص لـ”أوان مصر”، أن هذا الغضب المكنون ينتقل من داخله إلى رفض السيطرة الإلهية عليه، فكيف يرفض سيطرة الرب عليه فيكون هذا من خلال حرق الرمز الإلهي وهو المصحف أو الإنجيل وهذا مانسميه “صراع السلطة المُرحلة”.