يعتبر التحول الأخضر بديل البترول والفحم والغاز الطبيعي والذي سيؤدي على المدى الطويل إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتدمير البيئة بينما يساهم الاقتصاد الأخضر في الحد من المخاطر البيئية ومکافحة التلوث عن طريق الحد من الأثار السلبية للتغير المناخي والاحتباس الحراري والتلوث البيئي واستنزاف الموارد الطبيعية وتشجيع الزراعة والمحافظة على الغابات وحسن إدارة النفايات مما يساهم في إعادة التوازن للنظام البيئي.
وتُعد قضايا ومشکلات التنمية المستدامة من أهم القضايا التي تشغل العالم حاليآ ، لما لها من آثار کبيرة على الإنسان والمجتمع، ويتمثل الهدف العام للتنمية المستدامة في تحقيق التوازن بين الاهتمامات البيئية والاجتماعية والاقتصادية،
کما تهدف التنمية المستدامة إلى تحسين ظروف المعيشة لجميع الأفراد دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة کوکب الأرض على التحمل، وتجرى التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسة هي النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية، کما أن تحقيق الحاجات الأساسية للإنسان هدف رئيسي للتنمية المستدامة خاصة للدول الفقيرة ويلاحظ أن سکان العالم في تزايد مستمر، وبحاجة ملحة للحصول على مقومات الحياة وأولها الحصول على الغذاء وإيجاد فرص عمل، وحتي يستطيع المجتمع مواجهة هذه المشکلات، يجب أن يتم ذلك من خلال العلم، بحيث يکون العلم مکوناً رئيساً لتحسين الحالة الإنسانية، وأن يکون الترکيز الرئيسي على إعداد الجيل القادم لاتخاذ قرارات رشيدة تساعده على تحقيق حياة أکثر استدامة.
إن إعداد وتثقيف الجيل القادم من المتعلمين بطريقة أکثر استدامة للحياة أمر بالغ الأهمية، ويعد المعلم أحد الجوانب الأساسية التي يمکنها تحقيق هذا الهدف، فيمکن للمعلمين، بما لهم من أدوار في المدارس، وفي المجتمع، فالتعلم قادر على مواجهة هذا التحدي، حيث إنه من المکونات الأساسية التي يجب معالجتها وتقييمها وتحسينها کي يتحقق هذا الهدف، ولذا يجب البدء بدمج موضوعات الاستدامة في برامج إعداد المعلمين وتدريبهم.
كما أنه يجب إعداد معلم أکثر فاعلية ولدية وعي بالتحديات وحلول الاستدامة، وقدرة على التعبير عن الاهتمام باحتياجات المجتمع، والإنصاف بين الأجيال، ورعاية فقراء العالم، ومساعدة قدرات الأرض على التجدد والإشارة إلى العلاقات البيئية القائمة بين البشر بعضهم البعض والبيئة من حولهم.
ونظراً لتزايد استهلاك الموارد البيئية بشکل کبير دون مراعاة حاجة الأجيال القادمة، بدأ التفکير في کيفية إعادة تشکيل تفکير المجتمع ، وکيف يؤثر ذلك التفکير بدوره على هوية المجتمع، ولا تتطلب التنمية المستدامة أو الخضراء فقط التکامل بين العوامل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية ولکن أيضا الجوانب العملية لتنفيذ التنمية المستدامة من خلال الأنشطة الخضراء، وأصبح الاقتصاد البني يسيطر على التطورات الاقتصادية في السنوات الماضية.
وبذلك فقد ظهر مفهوم التحول الأخضر بسبب الأزمة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية متعددة الأبعاد، بالإضافة إلى المبادرات التي أطلقتها المنظمات العالمية والإقليمية.
کما يتبنى الاقتصاد الأخضر الطاقة الخضراء التي هي وليدة الطاقة المتجددة، ويهدف إلى المحافظة على مصادر الطاقة واستخداماتها وکفاءة استهلاك المياه وإداراتها وخلق ما يعرف بالوظائف الخضراء والإنتاج الأخضر الذي يشمل الزراعة العضوية وتشجيع المنتجات العضوية والمباني الخضراء والحفاظ على الغابات وحسن إدارة النفايات.
وفي الاقتصاد الأخضر، يکون نمو الدخل والعمالة مدفوعين بالاستثمارات العامة والخاصة التي تقلل من انبعاثات الکربون والتلوث، وتعزز کفاءة استخدام الطاقة والموارد، وتمنع فقدان التنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيکولوجي.
لذا فهناك حاجة إلى تطوير التعليم بمعني تغيير المناهج الدراسية التي تعزز التفکير المستدام في التعليم، من خلال دمج مفاهيم الاستدامة ومکوناته في المناهج باستخدام أساليب التعلم ، ويعتبر التعليم محور هام لتحقيق التنمية المستدامة، فالتعليم هو المصدر الرئيسي للحصول على المعلومات المرتبطة بالجانب البيئي والاجتماعي والاقتصادية، وعنصر رئيس لرفع مستوى وعي الأفراد بالتنمية المستدامة وتحقيق أهدافها.
ومن أجل تحسين قيمة وجودة الحياة على الأرض، يجب حدوث تغيير في اتجاهات وسلوکيات کل فرد نحو البيئة وتغيير أنماط الحياة..