الانتخابات الليبية/ تشهد الاوضاع في ليبيا، تغيرات وأحداث تهدد المسار السياسي المرسوم من الأمم المتحدة، بناءا على منتدى الحوار الليبي، والذي يفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في أواخر ديسمبر المقبل، أخرها سحب البرلمان برئاسة عقيلة صالح، الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلا أن الأمم المتحدة اعلنت رفضها قرار المجلس النيابي، وأكدت أن حكومة الدبيبة لها كل الشرعية، لتوفير أجواء آمنة للانتخابات المقبلة، وتلبية متطلبات الشعب الليبي.
ويعلق السياسي والكاتب الليبي، ناجي إبراهيم، في حوار خاص لـ أوان مصر، على أبرز الأحداث المستجدة على الساحة الليبية، وتداعيتها على المستقبل اللليبي، الذي قد يشهد حربا ضروسا، بين الأطراف المتنازعة، تهدد وحدة البلد العربي.
كما يعرض الدكتور ناجي إبراهيم، رؤيته حول الانتخابات الليبية، المقرر إجرائها في الـ 24 من ديسمبر، خاصة بعد إعلان كل من المشير خليفة حفتر و سيف الدولة القذافي وعقيلة صالح، نيته في الترشح
وإلى نص الحوار…
ما مدى مشروعية قرار البرلمان بسحب الثقة من حكومة الدبيبة؟
وفقا للديمقراطية النيابية البرلمان له الحق قانونا أن يقيل الحكومة التي شكلها وأيضا يسحب منها ثقة كان قد منحها لها هذا وفقا للديمقراطية البرلمانية في دولة مستقلة وتتمتع بالسيادة”.
لكن في ليبيا كما هو لبنان والعراق، البرلمان لايختار الحكومة وقد يطلب منه منحها الثقة.
ما التداعيات المحتملة لذلك؟
ما يحدث اليوم يذكرنا بقرار عدم منح الثقة لحكومة فايز السراج، التي حكمت البلاد أكثر من ست سنوات بدون ثقة من البرلمان، كما عقدت أتفاقيات ومعاهدات لم يوافق عليها مجلس النواب، مؤكدا على أن المجلس له سوابق عديدة في سحب الثقة والتعيينات التي أُبطلت قبل أن يجف حبرها، متسائلا عما إذا كان سينجح الأمر هذه المرة مع حكومة ويليامز أم لا؟.
ما هو المستقبل الأكثر خطرا على البلاد؟
أن الأمر الأخطر في الأزمة الليبية هو العودة للوضع الذي سبق حكومة جنيف أو ما يعرف بحكومة الوحدة الوطنية، المكونة بقيادة عبد الحميد الدبيبة.، وهو أن يكون هنالك حكومة في الشرق غير معترف بها دوليا، وحكومة في طرابلس مدعومة دوليا وفقا لتصريح الأمم المتحدة وبعثتها.
قد يكون الوضع هذه المرة على النحو التالي، بأن ينقسم المجلس الرئاسي الذي يرأسه المنفي -ربما لأنه بنيا على أساس المحاصصة الجهوية المقيتة-.
كما من الممكن أن يتشكل برلمان آخر في طرابلس من الأعضاء المقاطعين والرافضين لقرار سحب الثقة، أضافة الى مجلس الدولة الذي يعتبر نفسه برلمان موازي واكتسب شرعيته من اتفاق الصخيرات، وهو الذي أنتج حكومة السراج السابقة، إلا أن هذا المجلس مازال يدعي الشرعية ومستمر في ممارسة مهامه.
هل تنذر تلك المتغيرات بحرب وشيكة في البلاد؟
من الممكن الأيام المقبلة أن تشهد نذر حرب باردة وربما ساخنة، إبان الانتخابات الليبية.
حيث إن الفاعلين الدوليين من الدول المتدخلة في ليبيا، سينحاز كل منهم الى طرف من الأطراف، وذلك ما سيعقد المسألة، وما ينذر بأندلاع صراعات عسكرية.
واذا اندلعت هذه المرة، لن تتوقف إلا بهزيمة احد الأطراف أو فرض قرار دولي على المتقاتلين عند خط معين، يُعلن أنه خط هدنة ويصبح فيما بعد أمر واقعا، ويؤدي الى التقسيم كما هو الوضع في كشمير وقبرص وارض الصومال والأمثلة عديدة.
كيف ترأ الموقف الدولي من الأوضاع في ليبيا؟
الانتخابات الليبية وفقا لتصريحات البعثة الدولية والسفراء الأجانب هي رغبة دولية للخروج من هذا الوضع المتأزم إلى وضع يمكنهم من أنتاج كرازاي جديد يتمتع بشرعية شعبية.
وأرى أنهم قد يزورونها بما يضن لهم مصالحهم في ليبيا.
إلى أي مدى قد تغير الانتخابات الليبية المشهد؟
إذا ما جرت الانتخابات الليبية في مثل هذه الظروف والتجادبات والأنفلات الأمني وتغول المليشيات في طرابلس وما حولها سوف لن تنتج وضع جديد مختلف.
قد يكون هذا الوضع وهذه المتغيرات التي يعرفها المشهد الليبي، مبرر لبعض الأطراف التي تدعم التأجيل والتمديد للأشخاص الحاليين، لتستمر في العبث بمصير ومستقبل البلاد.
المعطيات المتوفرة لا تنبئ بأي تغيير ينتج وضع أفضل بأجراء الأنتخابات أو تأجيلها، أذا ظل هذا الوضع لن تنجح أنتخابات ولن تأتي الا بعميل ينفذ الأجندات الخارجية.
كيف رأيت نية عقيلة صالح والخليفة حفتر الترشح إلى الانتخابات الليبية المقبلة؟
ليست هنالك حظوظ كبيرة للمستشار عقيلة صالح، رئيس المجلس النواب، في الانتخابات الليبية المقبلة، بل ليس له حظوظ في أي انتخابات تجري على مستوى ليبيا، فهو لا يتمتع بشعبية بين الليبيين.
أما بخصوص المشير خليفة حفتر، فهو لم يعلن عن ذلك صراحةً، لكنه كلف بدلًا عنه رئيس الأركان الناضوري، لقيادة القوات المسلحة، لمدة ثلاثة شهور، هذه الفترة المقررة قانونيًا للتقدم للأنتخابات وهذا يؤشر على نية واضحة للترشح.
لكن لا أتوقع له حظوظ بالفوز، إذ أن المشير خليفة حفتر عنده حظوظ وليست عالية في المنطقة الشرقية الممتدة من أجدابيا إلى طبرق، أما المنطقة الغربية ذات الكثافة السكانية العالية ليس له داعمين.
عودة سيف القذافي للمشهد السياسي، هل تلقى رواجا في الوسط الليبي خاصة بإعلانه الترشح للرئاسة؟
يمثلك سيف الدولة القذافي، حظوظ كبيرة في الانتخابات الليبية المقبلة، فهو يتمتع بشعبية كبيرة وله تأييد كاسح أذا ما جرت انتخابات في وضع بيئي مناسب وبشفافية وحياد وأبعاد المليشيات عن المشهد.
فهو يملك القدرة ولديه الأمكانيات التي تجعله ينقد البلاد، ويضعها على سكة الأستقرار والأمان والأنطلاق في بناء ليبيا الغد.
لكن ما نراه يحدث ويجري لن يسمح بعقد انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.