صحيح الضنا غالي وأن البنت حبيبة أبوها، بس قصتنا النهاردة مأسوية جدًا، أب مستمحلش وفاة بنته الصغيرة اللي عمرها تقريبًا 16 سنة .
بدأت القصة لما رقية فضلت شهر كامل في المستشفى بين فحوصات وآشعة ومحاليل، وكان الأب بيتألم أكتر من بنته، فـ دموعه كانت تنزل في صمت وهو مستني نتيجة الإشاعة أو التحليل الأخيرة، وكأن الورقة دي روحه متعلقة فيها.
وكان كل ما يسمع صوت الدكتور وهو خارج من الطرقة، مش مركز في أي حاجة غير جملة واحدة: طمني يا دكتور بالله عليك.. رقية عاملة ايه؟.
وجه اليوم اللي اختاره ربنا أن البنت ترتاح من العذاب اللي كانت فيه، ووقتها كان الأب في بيته وبعيد عنها، وفجأة حس أن قلبه مقبوض وأنه خايف جدًا، وقتها افتكر كل كلام الدكاترة عن حالة بنته.
ووصل خبر وفاتها للـ أب بـ التليفون، وقتها حس أن روحه ضاعت، ووقع على الأرض وفضل يبكي كأنه طفل صغير، وقلبه من كتر ما هو زعلان حس أن في حاجة بتضغط على قلبه، ودقايق والخبر كله اتعرف وبدأ التعازي بين أبناء القرية، وأذاعت الجوامع خبر وفاة ابنة الحاج عصام عفيفي.
ومرت دقايق بسيطة جدًا لـ يفاجئ كل اللي في البيت بموت الأب، وكأنه حب أنه يكون مع بنته علشان يحرسها، وذي ما هي اتولدت على ايده وعاشت معاه سنينها الحلوة، هو كمان حب أنه يمشي معاها لأنه أتأكد أن الحياة مافيهاش أي حاجة حلوة من بعد موتها.
وخرجت الجنازة واحدة ونعش الأب جنمب نعش بينته، وسط دعاوي من الأهل أن يجمعم الله في الجنة، وانتهت الجنازة بس مش هينتهي الحزن.