بالأمس كنت في مكتبي بـ أوان مصر واستأذنت احدى الزميلات للدخول لتلفت إنتباهي أن اسفل العمارة المجاورة قوات أمن و سيارة إسعاف.. و بفضولها الصحفي سألت عما يحدث في العمارة المجاورة فقال لها أحد الضباط أن ثمة شخص مشهور انهي حياته .. المهم أن الزميلة استطاعت الحصول على بعض المعلومات التي تمكنها من كتابة خبر ويكون لنا السبق وبالفعل تم ذلك وبدأنا الاستعداد لما بعد الخبر وكطبيعة اي صحفي يسعى جاهدًا لمعرفة اي معلومة استطاعوا الزملاء في صالة التحرير للوصول إلى أسمه وعمره ونقاط أخرى تساعدنا في نشر تقرير مفصل عن الواقعة.. الواقعة التي هزت الوسط الرياضي أمس وهي وفاة وكيل اللاعبين حازم الحديدي.. الأمر لم ينتهي بعد !!!!!!
الزميلة الصحفية دخلت إلى الغرفة المجاورة لمكتبي وهي عبارة عن استوديو للتصوير مجهز بمعدات بسيطة وفتحت الشباك الخلفي لـ تتفاجئ بجثة الفقيد الراحل على الأرض أسفل العمارة التي كان يسكن بها وهي ملاصقة لموقع أوان مصر لتصرخ «ياريس ياريس تعالى شوف».. بالفعل تحركت بسرعة لأتفاجئ انا الأخر بـ جـثة الكابتن حازم .. وكمثل أي صحفي أو اعلامي يسعى لاقتناص أي فرصة لصنع تريند أو الانفراد بخبر أو فيديو وصور قمنا بصناعة كل ما يخطر في بال اي صحفي وما لا يخطر أيضًا.
انفردنا أمس بكل التفاصيل بالصور والفيديوهات وقمنا بنشرها فورا على الموقع و صفحاتنا و منصاتنا على التواصل الاجتماعي بل أن هناك مواقع شهيرة وكبرى وصفحات لمشاهير نقلوا عن أوان مصر .. وصنعنا تريند قوي جدا .. هل إنتهت القصة؟ بالتأكيد لا.
اقسم بالله إنني بكيت بالدموع على ما صنعناه « وهو حق لاي صحفي بالتأكيد» لأني وضعت نفسي مكان هذا الرجل الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو ستر باقي جسده المكشوف.. نظرت اليه من شباك مكتبي وهو ملقى على الأرض و بدأت بالبكاء بعيدا عن زملائي في الموقع.. ولكن الصحافة لا تعرف ذلك فهي ناقل الخبر كاشفة الحقيقة فالبكاء ليس ضمن قاموسها.
بعد دقائق جاءتني إتصالات هاتفية من زملاء صحفيين وإعلاميين كبار محترمين لهم كل التقدير وشخصيات كبيرة في اتحاد الكرة يطلبون مني حذف الفيديوهات لان أهل الكابتن المرحوم حازم الحديدي وأولاده ينهارون عند مشاهدة الفيديوهات والصور وهو على الأرض «ونحن في أوان مصر لم ننشر كل ما تم تصويره».. ماذا أفعل ؟
هل أكمل طريقي في النشر وهذا حق من حقوق الصحفي ام اكتفى بالمنشور من الأخبار والفيديوهات والصور ام ماذا أفعل؟
الحمد لله على الرضا والحمد لله على كل شيء لأني اتخذت قرارًا بحذف كل الفيديوهات والبث المباشر من صفحات أوان مصر وعدم النظر عن اي مكاسب يحققها موقع أوان مصر من هذا التقرير والاكتفاء بأخبار وفاته فقط لعدة أسباب ومنها:
احترامًا لحٌرمة الميت – و احترامًا لمشاعر أسرة الكابتن حازم الحديدي رحمة الله عليه – وتقديرًا لإتصالات العديد من زملائي الصحفيين والإعلاميين والرياضيين- وحتى لا نكون أداة وجع والم للناس – وحتى لا ينحرف دورنا الصحفي ونتحول لأداة تؤلم أهل المرحوم بحثًا عن التريند «ملعون هذا التريند الذي يأتي على أوجاع الناس.. ملعونه حفنة الجنيهات التي تأتي من دماء وجثــث الموتى بعدد المشاهدات على فيسبوك.
أطلب وأناشد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بسرعة دعوة رؤساء تحرير المواقع الإخبارية ووضع ميثاق يكون ملزمًا للجميع ويكون في مقدمته عودة الصحافة لدورها الذي وجدت من أجله من جديد.. نحن انحرفنا عن دورنا .. انحرفنا من اجل التريند انحرفنا من اجل حفنة من الجنيهات نحصلها من مشاهدات الفيديوهات و التريند ..لم يكن يومًا هذا دورنا .. اعيدوا مجد الصحافة أعيدوا مجد وقوة وتفرد صاحبة الجلالة.
وأخيرًا كان لزامًا أن اعتذر لـ الميت.. حقك علينا
رئيس التحرير ،،،