كتبت – شروق عبدالله محمد
اوصانا رب العزة سبحانه وتعالى ، أن نكون لأبائنا وأمهاتنا طائعين ، أوصانا ألا نقل لهما اُفٍ ولا ننهرهما ، وضرب الله لنا المثل مرارًا في آيات بينات ، لنكون لهم عونًا ، ونكون لهم سندًا يتكئون عليه عند كبرهم.
وعلى غرار المثل الشعبي «قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليّ حجر» مثل يصف لسان حال كل أم تعرضت للتعذيب والتشويه على يد أبنائها حتى الموت، تجيش بداخلها أحاسيس الحسرة والندم على عمر فني في تربية فلذة كبدها أملًا أن يكون عونًا لها على قساوة الأيام فيصبح هو نفسه قساوة الأيام.
حوادث مؤلمة ولحظات مأساوية ترويها أهالي الضحايا تقشعر لها الأبدان عند سماعها ، أم مشوهة بأعقاب سجائر، زيت مغلي، ثياب محترقة، أب عاجز يتعرض للضرب المبرح يوميًا، تفاصيل في غاية الصعوبة تشعر أنت كقارئ بالحزن الوخيم عند قرأتها فما بالك بإنسان يعيشها؟!
وتعرض لكم “أوان مصر” بعض الحالات التى ذاقت المُر على يد أبنائها:
“لأجل زوجته” القبض على شاب يهين والدته العاجزة
تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لسيدة مسنة عاجزة تزحف على السلالم بمنزلها وتتعرض للإهانة والاستهزاء والطرد على يد نجلها وزوجته، مما أثار غضب الجميع، وعقب انتشار الفيديو بساعات قليلة ألقت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة أبوحماد بالشرقية القبض على نجل السيدة “سعيد. غ”، وتم اصطحابه إلى ديوان المركز لسؤاله بشأن الفيديو المتدوال الذي يهين فيه والدته المسنة من أجل زوجته.
وبمواجهة المتهم أوضح أنه كان يمزح معها فقط ولا يقصد الاستهزاء بها أو إهانتها، وبسؤال السيدة أقرت أيضاً بأن نجلها كان يمازحها وأنه يحبها كثيرًا وساعدها على الذهاب في عمرة إلى السعودية لينال رضا قلبها، والفيديو منذ 8 أشهر ماضية نشرته نجلتها في الوقت الحالي عقب شجارها مع شقيقها المتهم فقط، ولا وجود لأى خلافات بينها ونجلها.
وقررت نيابة أبو حماد بإشراف المستشار محمد الجمل المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية، إخلاء سبيل المتهم بضمان محل إقامتة وذلك عقب إنكار الأم ما نسب لنجعلها.
“بأعقاب سجائر وزيت مغلي” شاب يعذب والدته حتى الموت
تلقى قسم شرطة الهرم بلاغًا يفيد بالعثور على جثة هامدة لسيدة مصابة بعدة حروق وكدمات، وبالمعاينة تبين أن المجني عليها مصابة بعدة حروق نتيجة سكب زيت مغلي على جسدها.
وكشفت التحريات أن الجاني هو نجل السيدة، فيما أوضح تقرير الطب الشرعي وجود تهتك بالطحال نتيجة لآثار عنف بجانب الحروق، وتمكن رجال المباحث من ضبط الجاني الذي أقر بارتكابه الجريمة بعد مشادة كلامية بينه وبين والدته بليلة الحادثة وفقد السيطرة على نفسه وقام بضربها وتعذيبها حتى فارقت الحياة.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة وتم عرض الجاني على النيابة العامة لاتخاذ اللازم، ودفن الجثة
“غطا الجثة بالملح” مقتل أم على يد نجلها بسوهاج
شهدت قرية أولاد حمزة بمركز العسيرات بسوهاج جريمة قتل بشعة؛ حيث أنهى عاطل حياة والدته بعد ضربها على رأسها بماسورة حديدية، وقام بوضعها في سريرها وغطى الجثة بالملح حتى لا تظهر رائحتها.
وتلقى اللواء عمر عبدالعال مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مركز شرطة العسيرات، بتغيب ربة منزل 65 عام، عن منزلها منذ 4 أيام، وبالبحث عنها تم العثور عليها جثة هامدة في سرير غرفة نومها مغطاه بالملح، وبها جرح في الرأس، وبفمها آثار دماء، وأكدت تحريات المباحث أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها “رشوان.أ” 32 عام.
وكشفت التحريات أنه الابن تعدى على والدته ضربًا على رأسها بماسورة حديدية حتى فارقت الحياة، ثم وضعها في السرير ولفها في بطانية بعد تغطيتها بالملح حتى لا تظهر رائحتها، وأنه أرتكب الجريمة لرغبته في الاستيلاء على ميراث والدته من والدها، ورفضها منحه الميراث لسوء سلوكه.
تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
“شنقها برباط ضاغط” ابن عاق ينتقم من والدته بأبشع طريقة ممكنة
شهدت دائرة قسم شرطة أول المنتزة بالإسكندرية، حادثة قتل شاب لوالدته بعد مشاجرة بينهما، أسفرت عن التعدي عليها بواسطة رباط ضاغط وشنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، حيث تلقى اللواء سامي غنيم، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة المنتزة أول، يفيد بورود بلاغ من عامل، 43 عام، بالعثور على جثة والدته ربة منزل، 81 عام، بمحل سكنها.
على الفور انتقل ضباط مباحث القسم إلى مكان الواقعة، وبالمعاينة والفحص تبين أنها ملفوفة بملاية حول الرقبة والرأس برباط ضاغط، وفي حالة تعفن رمى وموضوعة على أريكة خشبية بصالة الشقة، وبسؤال المبلغ، اتهم شقيقه “أ.ع” 35 عام، بارتكاب الواقعة.
وتوصلت التحريات إلى صحة الواقعة، فتم استصدار إذن من النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم والتحقيق معه، وتم تشكيل فريق بحث وتم عمل كمين وأُلقى القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بقصد الانتقام منها لمعايرته بكلمة عاطل، تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة التحقيقات.
“أخطر جريمة في الصعيد” مقتل عجوز على يد نجلها بسوهاج
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج إخطارًا يفيد بوفاة “فاطمة. أ” 60عام، ربة منزل مقيمة بنجع سعيد بمركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، وبتوقيع الكشف الطبي على الجثة تبين وجود سحجات وكدمات.
وبإجراء التحريات كشفت الأجهزة الأمنية لغز مقتل العجوز وأكدت أن الجاني هو نجل الضحية “نجاح. ع” 31 عام، وبالقبض على المتهم ومواجهته أقر بقيامه برطم رأس والدته في الحائط مما أدي لوفاتها، وذلك بسبب سخريتها منه وتعديها عليه السب والشتم واستيلائها الدائم على مرتبه.
الطب النفسي يذكر أبرز أسباب عقوق الوالدين
أوضح أساتذة ومتخصصين بالطب النفسي أبرز أسباب قسوة الأبناء على الآباء وهي:
فساد الأخلاق: ويظهر ذلك في استعمال الألفاظ البذيئة والعبارات غير السليمة التي تظهر انحراف أخلاقي عند الآباء وينظر لهم الأبناء نظرة عدم تقدير وتضيع مكانة الاحترام والخوف منهم.
البخل: الأب والأم اللذان يتسمان بالبخل العاطفي أو المادي يفسدان مراحل الطفولة والمراهقة لدى الأبناء، فما يشعر به الأبناء من قسوة وبخل يجعلهم ينفرون من آبائهم وتتكون داخلهم مشاعر سلبية تكمن بداخلها فكرة الانتقام للطفولة المآساوية
القسوة: بالطبع إن العنف اللفظي أو الجسدي ضد الأطفال يشوه العلاقة بينهم وبين أبائهم، فبدلاً من أن يكون الأب والأم مصدر الأمان والحماية، يصبحان مصدر الخوف والفزع بالنسبة لأبنائهم مما يدفعهم حتماً للنفور والرغبة الدائمة في البعد ويصيب قلوبهم الجفاء وتنتهى الرحمة ويصل الأمر لضربهم وقتلهم بدم بارد.
تحديثات تشريعية تصل بغرامة 10 آلاف جنيه وسجن 3 سنوات لعقوق الوالدين
أرسلت لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، طلب إلى وزارة العدل والمجلس القومي للأمومة والطفولة ومجلس القضاء الأعلى، لمعرفة رأيها بشأن مشروع قانون مُقدم من النائبة شادية خضير، والذى يتضمن تشديد العقوبات على من يسب والديه، وقالت النائبة شادية خضير “يقول المولى في كتابه العزيز وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا، لافتة إلى أن الآية الكريمة تأمرنا بالإحسان للوالدين وطاعتهما وعدم عقوقهما وتدعونا السنة النبوية إلى ذات المعنى” معبرة عن حزنها الشديد بأن الواقع ينبىء عن خطر جسيم يهدد كيان المجتمع ويسعى إلى تفكيكه بعد انتشار ظاهرة الإساءة والإهمال للوالدين”، وأن قانون العقوبات خلا من النص على تحديد تلك الجريمة وتحديد عقوبة لها، مشيرة إلى أنها ترى ضرورة أن يكون هناك نص مستحدث في قانون العقوبات يجرم عقوق الوالدين ويحدد عقوبات رادعة ضد مرتكبى الجريمة تطبيقا للأمر الإلهى بالإحسان إليهما.
وأوضحت خضير أن العقاب الجنائي لم يتحدث بالمعنى الصريح عن جريمة عقوق الوالدين بالمفهوم الواسع، وإنما تحدث عن بعض جوانبها المالية والاهتمام والرعاية للوالدين بالمفهوم العام ودون وصف دقيق للجريمة أو الرعاية بالوالدين ودون تحديد عقوبات خاصة ضد مرتكبى الجريمة.
وينص مشروع القانون على إضافة مادة إلى قانون العقوبات نصها “يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد على 3 سنوات وبغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعقوق والديه، سواء بالسب أو القذف أو الإهانة أو الترك، وتُضاعف العقوبة إذا ترتب على الفعل إحداث أضرار صحية بأى من الوالدين.
وأشار الدكتور صلاح فوزى، أستاذ القانون الدستوري، أنه لا داعى لمثل هذا التعديل في قانون العقوبات قائلا “لأن قانون العقوبات به نصوص تعاقب على جرائم السب والقذف والضرب”.