حاور موقع أوان مصر، الشيخ الدكتور أيمن سامي الملط، أستاذ الفقه المقارن، والمدرس بالجامع الأزهر، وسابقًا بجامعة عجمان، بدولة الإمارات العربية المتحدة:
نص الحوار:
ما فضل الأيام التي نحن فيها الآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله، وصحبه أجمعين، وبعد:
بدايةً:
كل عام ومصر كلها، والأمة العربية، والإسلامية بألف خير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك،
وأسأل الله أن يجعله شهر خير، وبركة على الجميع يا رب العالمين.
إنها لفرحة غامرة تغمرنا، ونحن نستقبل هذا الشهر المبارك، وكيف لا؟
والله عز وجل يقول:
” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ” سورة البقرة 192.
فاختص الله تبارك، وتعالى هذا الشهر العظيم بنزول القرآن،
نزول النور، والضياء!!
فإذا أردت أن تعرف قيمة رمضان، فتخيل حال البشرية بدون رمضان!!
تخيل حال الإنسانية بدون هدى الله، ونور الله الذي اختص الله شهر رمضان بهذا النزول للنور، والهدى فيه!!
ومن عظيم مِنة السلامِ * * * ولطفه بسائر الأنامِ
أن أرشد الخلق للوصولِ * * * مبينًا للحقِ بالرسولِ
قال تعالى:
“لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” سورة آل عمران 164.
وهذه البعثة كانت في رمضان، فأي فضلٍ لك يا رمضان على البشرية، والإنسانية؟!!
هل نأخذ من كلام فضيلتكم أنه يجوز التهنئة بدخول شهر رمضان؟!
أو بصيغة أخرى: ما حكم التهنئة بدخول شهر رمضان؟!
التهنئة بدخول شهر رمضان سنة نبوية،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
كان رسول الله – ﷺ – يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان يقول :
“قد جاءكم شهر رمضان شهرٌ مبارك
– كتب الله عليكم صيامه،
– فيه تفتح أبواب الجنة.
– وتغلق فيه أبواب الجحيم،
– وتغل فيه الشياطين،
– فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر،
– من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم”
رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام النسائي في سننه، وغيرهما.
قال الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله- :
قال بعض العلماء:
(هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان
كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان !!
كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران !!
كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين ) !!
انتهى كلام الإمام ابن رجب من كتابه: لطائف المعارف (1 / 158).
نبدأ الآن بتعريف الصيام، وما الحكمة من مشروعيته؟
الصيام ركنٌ من أركان الإسلام، وهو واجب، بالكتاب، والسنة، وإجماع علماء الإسلام جميعًا.
والصيام في لغة العرب يطلق على الامتناع، فكل ممتنع عن شيء يقال عنه صائم عن هذا الشيء،
لهذا تقول العرب: ريح صائمة!!!
يعني ساكنة لا تتحرك،
ويقولون خيلٌ صيام، يعني لا تتحرك.
إذن الصيام في أصل اللغة يطلق على الإمساك، والامتناع،
فجاءت الشريعة الإسلامية وحولت هذا الامتناع إلى امتناع مخصوص، في زمان مخصوص، بنية التقرب إلى الله تعالى.
هذا هو الصيام في الإسلام:
◾امتناع مخصوص: يعني عن الطعام والشراب، وسائر المفطرات.
◾في زمان مخصوص، وهو نهار رمضان، من طلوع الفجر الصادق، إلى غروب الشمس
◾بنية: يعني أنه ينبغي أن يكون هذا الامتناع المخصوص، في الزمان المخصوص بنية التقرب إلى الله تعالى، فلا يصح الصوم بدون نية عند جمهور الفقهاء.
ما حكم نية الصوم؟ وأين محلها، ومتى وقتها؟
لا يصح الصوم بدون نية عند المذاهب الأربعة جميعًا:
الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
ووقتها يكون من الليل قبل أن يطلع الفجر.
ومحلها القلب.
هل تجب النية لكل يوم؟ أم تكفي النية عن كل الشهر؟
ذهب جمهور الفقهاء من الأحناف، والشافعية، والحنابلة إلى أن كل يوم يحتاج إلى نية مستقلة؛ لأنه عبادة مستقلة بذاتها.
وذهب المالكية إلى أن ما يكون فيه التتابع يكفيه نية واحدة.
والأمر في النية سهل، فهي عزم القلب، فيكفي أن الإنسان يتسحر ليصوم، هذه هي النية.
موضوعات متعلقة:
جدول مواعيد القطارات في شهر رمضان 2021.. تعرف عليها