“يا استاذ انا اهد الدنيا وابنيها ومش هغرم كثير وكل الاعلاميين والصحفيين بتوعي ده الواحد فيهم اخليه يعمل لي كل اللي بحلم بيه… ناس ايه ورأي عام مين انا اغير الرأي العام واشكله بهواي ده الصحفي ب 200 جنيه”، جملة وقعت على مسامعي كالصاعقة من احد الساسة المخضرمون المتلونون، رجال كل العصور عندما تناقشنا حول الرأي العام وأهميته.
ولم يعبر الكلام وظل يتردد على مسامعي الليل بطوله بعد ان غضبت من القول والوصف وانتصرت على قدر قوتي لصاحبة الجلال عندما تغيرت نبرة صوتي وقولت له حضرتك بتقول ايه وبتتكلم عن مين، وجاوبني انا مش بتكلم عليك طبعاً انا كلامي عن الناس اللي حولينا هنا. وبالبحث والتدقيق وجدت الكلام صحيحي بعد ان باتت المهنة مهنة من لا مهنة له واللقب يمنح من الشخص لنفسه ولافتات المنازل تتزين بلقب اعلامي ذلك اللقب المبهم من دون اي تدقيق، ووبعد ان لم يعد هناك مدافعاً عن المهنة واهلها. وعندما تمعنت بالنظر وجدت بوسائل الاتصال الاجتماعي الاف الاشخاص الملقبين بالاعلاميين والصحافيين وهم من الأميين مع احترامي للامييين، ووجدت فلان يكتب، وبعدسة فلان، وبقلم علان وترتان.
ولما سألت القريبين من الدائرة علمت ان هناك مافيا منظمة في كل اقليم وحي بمصر تدير حسابات معلومة بال”Facebook” يرودها كبار المسؤولين ويستقبلهم رفيعي المستوى لكسب ودهم وقضاء حوائجهم من أجل مدحهم للمسؤول وتلميعه، وفي المقابل يستغلوا البسطاء لقضاء حوائجهم وتحقيق مطالبهم.
وبالتحري علمت ان الكارثة اكبر مما سبق حيث ان هؤلاء الاعلاميين والصحافيين المزعومين في الاصل مبتزين حيث انهم باتوا يهددوا اصحاب الملايين والدكاكين وان لم يكسبوا ودهم صبوا عليهم غضبهم وسلطوا عليهم السنتهم وسبوهم في جلساتهم.
وككل عمل ونشاط فله مواسم وأوقات ذروة فالسادة المبجلين ينشطون في مواسم الانتخابات، ويظهرون في المناسبات الخاصة للسادة البهوات بأفراح اولادهم وبناتهم ووفاة اصهارهم والاقرباء، ويهللون في الاعياد القومية ويصطفون بالميادين في المناسبات الاجتماعية والثقافية والدينية.
وهنا اتسائل من المسؤول عن ما يحدث؟
اين دور النقابة والجهات المسؤولة عن الاعلام؟
من المستفيد عن ما يحدث؟