“الأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراق”.. قالها شاعر النيل حافظ بك إبراهيم وصدق القول، الأم صاحبة أعظم فضل بعد الله سبحانه تعالى في حياة الإنسان، كما أنّها حجر أساس الأسرة وعموده الفقري الأم مركز تجميع ابنائها ووحدتهم مرتبطة بوجودها. وكما كان يقول والدي رحمة الله عليه “عمار البيت من الست وخرابه من الست، وفلاح العيال من الأكل الحلال”.
وماذا سنضيف نحن البشر في فضل الأم بعد قول سيد البشر سيدنا محمد “صل الله عليه وسلم” في فضل الأم بحديثه عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ “قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك”.
وهنا علينا ان نسأل أنفسنا كمجتمع .. ما هي أولى الخطوات للمستقبل؟
والإجابة بكلمة واحدة هي الأم. والسؤال يطرح الآخر هل أعددنا أمهات للمستقبل؟ هل بناتنا اليوم يصلحن لبناء أسرة وانجاب أطفال للمستقبل قادرين على النهضة بمجتمعهم ويمثلون اضافة لبلدهم؟
الإجابة من وجهة نظري لا.
وبالطبع أنا لا أعمم ولا اتحدث في المطلق ولكن كلامي في الغالب الأعم وذلك ناتج عن ما أراه من سلوكيات بناتنا في حياتنا اليومية وما أراه من فيديوات لبنات في عمر الزواج بوسائل الاتصال الاجتماعي. وهنا لا اتحدث عن ظاهر الشكل ولكن ما أقصده جوهر الشخصية فالتفاهة عنوان بنات اليوم والسطحية وعدم المسؤولية في التصرفات وما أراه لا يبشر بأن اولئك الفتيات تصلحن لبناء أسرة، كما رصدت العديد من تلك البنات ، تزوجن وانجبن وباتن مصدر الهام ابنائهن حيث جعلتهم من الطفولة عالة على المجتمع وحولتهم لنفس شخصيتها، ام تجعل ابنائها يسهرون لمطلع الفجر او الصباح الباكر من أجل عدم ازعاجها صباحاً، أم اعتمدت على السهل في التربية وأطعمت أولادها كل مدمرات الصحة فقط تجنباً للارهاق الناتج عن اعدادها طعام صحي، ومن اجل اسكاتهم عند البكاء. أم مشغولة بالتليفون والتواصل الاجتماعي وال shopping اكثر من انشغالها بزوجها وأولادها.
والحديث يطول والأمثلة كثيرة والعبرة ضرورة تحرك المؤسسات الاجتماعية من أجل انقاذ بناتنا واهتمام الآباء والأمهات بأولادهم خصوصاً البنات منهم من اجل انقاذ مجتمعنا والحفاظ على هويتنا والعبور للمستقبل بأجيال مُعدة لذلك فلا نهضة ولا تنمية ولا عمران ستكون من دون الانسان الذي لا يحتاج لوجوده سوى أم تعده جيداً منذ البداية.
الأم بداية وقد تكون نهاية.