رأينا بوضوح في الفترة السابقة تمرد عدد من الجيوش الموازية على قيادة الدولة واخرها منذ أيام تمرد قوات فاجنر على الرئيس بوتين وهذا يؤكد أن انشاء الجيوش الموازية يشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار، ولا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.
عندما استعان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات فاجنر برئاسة بريغوجين، وبالرغم من أننا نعلم أن هدف بوتين من تواجد قوات فاجنر هو خوض الحرب في سوريا وليبيا ودول أخرى بدون تورط روسيا بشكل رسمي في هذه الحروب والصراعات وهذا يشجع على الشكوك والتخوفات من تدخل روسيا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
إلا أن انقلب السحر علي الساحر ورأينا منذ ايام انقلاب قائد قوات فاجنر علي الرئيس بوتين.
قيادة الجيش الروسي في الفترة الماضية كان لها توجه بعزل بريغوجين عن قواته، تمهيدا للإطاحة به، وضم قواته الى التشكيلات الخاصة في الجيش.، في الواقع، يمكن القول إن بوتين لم يظهر بشكل واضح دعمه لصديقه بريغوجين خلال الحرب الدائرة بين قواته، ولم يتخذ أي إجراءات لمساندته، على الرغم من أنه كان أكثر إخلاصًا من قادة الجيش.
الحرب الدائرة بين قوات بريغوجين وقوات الجيش الروسي كانت تتعلق بالتدخل الروسي في أوكرانيا، وكان بريغوجين يقود قواته في إقليم القرم. وفي ذلك الوقت، كانت روسيا تنفي تورطها في التدخل في شؤون أوكرانيا، ولذلك، فإن بوتين لم يكن مستعدًا للتصريح بدعمه لبريغوجين بشكل واضح.
ومع ذلك، فإن اتساع شعبية بريغوجين بين جنود الجيش وفي الأوساط المدنية كان نتيجة لإنجازاته ونجاحاته في المعارك التي خاضها، وليس بسبب دعم بوتين له.
بعد الهجوم على معسكراته وعلى الرغم من توجيه بريغوجين طلب لبوتين بالتدخل، فإن بوتين لم يمنحه الدعم اللازم، وبالعكس، أدان بوتين تلك الهجمات واتهم بريغوجين بالخيانة. وهذا الرد السلبي من بوتين دفع بريغوجين لإصدار تصريحاته بأنه سيتم تعيين رئيس جديد للبلاد، وأمر قواته بالتوجه إلى العاصمة موسكو. مما شكل خطر وتوتر داخلي في الداخل الروسي.
لم تكن هذه المرة الاولي للقوات الموزاية في الدول أن تثير أزمة وعدم استقرار داخلي بل شاهدنا ذلك في العديد من الدول مثل أزمة السودان وتمرد حميدتي علي البرهان كما في لبنان بين حزب الله علي الدولة ، كل ذلك يوكد علي تأثير الجيوش الموازية علي استقرار الدول زي ما بنقول ” المركب اللي ليها ريسين تغرق ”
لطالما كانت الجيوش الموازية مصدر قلق للحكومات والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم، حيث تعتبر عوامل رئيسية في تعكير صفو استقرار الدول وإثارة الفوضى والعنف.
تتكون الجيوش الموازية عادة من مجموعات من المرتزقة والمجرمين والمتطرفين، وتعمل بشكل غير مشروع وغير مراقب، وتنشط في العديد من المجالات، بما في ذلك تجارة المخدرات والأسلحة والبشر، والإرهاب، والتهريب والاحتيال. وهذا يؤدي إلى تفشي الفساد والجريمة المنظمة وتزايد نسبة العنف في المجتمعات. تتواجد الجيوش الموازية في العديد من الدول كما ذكرنا ليس فقط في روسيا.
ومن أجل محاربة هذه الجيوش الموازية، يجب على الدول العمل بشكل جاد وحازم لتعزيز الأمن الداخلي وتطوير الجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية الأخرى وجعلها جاهزة لأي حروب دون الحاجة لقوات اخري موازية .