«يا جماعة أنا هموت لو موصلتش لولادي، أنا نفسي يرجعولي،أبوهم خطفهم مني» بهذه الكلمات بدأت نهاد عبدالعاطي عوض، ندائها اليومي فهي لا تكف يوم واحد عن كتابته ،سيدة تبلغ من العمر 34 عامًا، تقيم في مركز السنبلاوين بالمنصورة في محافظة الدقهلية، بالإضافة إلي منشورها في رغبتها بعودة أبنائها لها، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»ليتفاعل معها الآلاف من المشفقين على حال أم تحكي كيف انتزع طليقها أبناءها من حضنها، وإحساسها بالضياع لعدم معرفة أي معلومة عنهم.
نهاد تخرجت من كلية الحقوق جامعة المنصورة ولكنها لا تعمل الآن،تزوجت عام 2010، وأنجبت 5 أولاد، وهم حبيبة وتبلغ من العمر 10 سنوات، حنين 8 سنوات، حازم وحياة توأم 5 سنوات، حلا 4 سنوات.
خلافات حادة ثم انفصال
كثيرا ما كانت تحدث خلافات بين نهاد وزوجها،وأضافت نهاد بأن هذه الخلافات ليس كأي منزل،أو زوجين،فالخلافات كانت تصل أحيانا للضرب والإهانة والعنف أمام أطفالهما، الأمر الذي أد بهما إلى الانفصال في عام 2019، حيث طلقها زوجها غيابيا.
تقيم الآن السيدة الثلاثنية نهاد مع والدتها هي وأبنائها، ولا يعلم طليقها شيئا عن أولاده منذ انفصالهما، ومحكمة الأسرة هي الوسيط لحل مشكلتهم، والوسيلة التي لجأت إليها «نهاد» لاسترداد حقوقها ومستحقاتها هي وأولادها، وبعد مرور 8 أشهر، تواصل معها زوجها لحل المشكلة بشكل ودي، وفقًا لحديث «نهاد».
خطة الأب لحرمان نهاد من أولادها للآبد
تتابع «نهاد» حديثها: «أنا أكيد معايا حكم بالحضانة، وكلمني علشان نوصل لحل ويشوف الأولاد،وقالي دول ولادي،وانا موافق اصرف عليهم، وصلنا لحل إنه يشوفهم 3 أيام، وأنا 4 أيام»، وتوالت المرات التي أخذ فيهم الأب أبنائه لرؤيتهم، وفي إحدى المرات وتحديدا يوم 23/6/2019 أخلف اتفاقه معها، وأخذ 4 من الأولاد «حبيبة، حازم، حلا، حنين» ولكن دون رجعة، ولم تعد تعرف شيئا عنهم منذ ذلك اليوم.
محكمة الأسرة تقوم بالاجراءات اللازمة في قضيتها، ولكن دون جدوى، وذلك بسبب غياب الأب واختطافه لأطفاله، تقول نهاد: «مفيش حكم نفقة لا ليا ولا للأولاد، لأنه مش موجود،هم خطف أربعة من ولادي وسابلي الصغيرة».
حاولت الأم المكلومة طلب المساعدة من كل أقارب طليقها وجميعهم رفضوا، لا يوجد في بلدها سوى والدته ولا تعلم عن ابنها شيئًا، لا أحد يعلم مكانه، وهو ما جعلها تشعر بتوقف حياتها وكأنها تدور في حلقة مفرغة.
استنجدت «نهاد» بالجهات الأمنية، ولكنها لم تتوصل لأولادها حتى الآن، «حاولت أشوف حل من الحكومة، قالولي حاولي توصلي لعنوان طليقك،أو أي حد من قرايبه يدلك على عنوانه لو انتي مش عارفة توصلي له وإحنا هنرجعلك ولادك بحكم تسليم الصغار».
رأي المحامين
في مثل هذه الواقعة،فالمطلوب إن الأم التي تتعرض لمشكلة مماثلة أمامها طريقين، الأول رفع دعوة تسليم صغار، من خلال محامي عام، وتحاول التوصل إلى مكان أولادها، وعند معرفة مكانهم، يسلمها المحامي طلب موجه إلى جهة أمنية، لاتخاذ الإجراء القانوني، وتسليم أولادها، والطريق الثاني هو رفع دعوة ضم، طالما الأولاد في حضانة الأم تحت سن 15 عاما، وهذا الإجراء يأخذ وقتا أطول، وبالتالي يفضل اللجوء للحل الأول.