تحقيق – شيماء رستم
مع الانفتاح التكنولوجي و سهولة التواصل بواسطة وسائل السوشيال ميديا، زادت الخلافات بين الشيعة و السنة و تكفير بعضهم البعض، المذهب الشيعي لم يكن مستحدث لكن لماذا زاد الانشقاق بين المسلمين و تكفير بعضهم البعض بهذا الشكل، من المؤكد ان انقسام المسلمين بعد وفاة النبي، كان له سبب سياسي و استغل البعض الدين لانقسامهم، ولكن لماذا حتى الان يتواجد هذا الانقسام بل يزداد، يعود هذا السبب إلى فائدة البعض سياسيا على حساب انقسام المسلمين.
من المؤكد ان هناك أمور غير مقبولة يتم اتباعها من الطائفة الشيعية ، و ايضا بالفعل هناك طقوس دينية لهم تتنافي مع المذهب السني كليا، لكن هل يحق لأحد تكفيرهم؟!، هذا ما سوف نعرفه من خلال المركز الاعلامى العالمي للأزهر الشريف، و ايضا سوف نعرف من أحد المتبعين المذهب الشيعي بعض الأمور و الرد على الاسئلة المنتشرة عن الشيعة و لماذا يتم زيادة الانقسام بين الشيعة و السنة، من وجهة نظره .
صرح ح. م من العراق اان امريكا هى الشيطان الاكبر و التى تزيد الفرقة بين المسلمين بعضهم البعض ، و ان الدين لله و لا يحق لاحد التدخل فى علاقة العبد مع ربه ، حتى ان كنت مخطئ مع الله فهو من يحاسبنى و لا أحد غيره، و ان يجب ان نتعامل مع بعضنا البعض على حسب معاملتنا الانسانية و ليس على حسب ديانتنا.
و أضاف ان امريكا استغلت اضطهاد صدام للشيعة و اقنعتهم بدعمهم لاحتلال العراق لتخلصهم من اضطهاد صدام، و ان امريكا استخدمت احدى رجال الدين من الشيعة المنتفعين من اجل المال و ليس الدين و جعلتهم يخاطبوا الشيعة من المنابر و نشر شائعات عن ان سيدنا عمر بن الخطاب قام بجرح سيدنا علي و قام بمسكه من لياقته و جرحه برقبته من القميص، وانه تعدى على السيدة فاطمة و هى حامل بالحسن و الحسين ، مما جعل الشيعة يسبون الصحابة و يؤكد ان فى المذهب الشيعي لا يوجد صحة لما قيل و لكنهم استغلوا جهل البعض و قاموا بنشر الفتنة، وبعد ذلك قامت أمريكا بزيادة نيران الفتنة بين الشيعة و السنة و لذلك قامت بصنع داعش من المتطرفين و دعمهم، ليظل الشيعة و السنة فى حرب دائمة وهم من يربحوا من ذلك.
و أكد ان من يقول ان الشيعة لا تؤمن بمحمد ليس لديهم عقل ، و انهم يؤمنون بالنبي و الا كيف يكونوا مسلمين ان لم يؤمنوا بمحمد ” نبي الرحمة”، لكنهم فقط يرون ان لاهل البيت هم الاحقية بالخلافة، لكنهم يحترمون الصحابة و لا ينفروهم.
و فى حوارنا مع علماء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ، و للدفاع عن المذهب السني لاتهامه من بعض العقول السطحية ، وقمنا بمعرفة كل الردود الصحيحة التى يجب اتباعها:
ما رأي الدين في قتل أحد أئمة الشيعة في مصر؟
الإسلام دين سلام وتسامح، فهو لا يدعو إلى القتل وإراقة الدماء بسبب الاختلاف العقدي أو المذهبي، وهذا ما نص عليه القرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وهذا ما صار عليه السلف الصالح، وهو ما تبناه أهل السنة والجماعة وذلك في مقابل مواقف متعددة في الفكر الإسلامي والتي تعتقد بتكفير المخالف لهم ومحاربته وقتاله، ونحاول أن نبين موقف الدين الإسلامي وهو ما عليه أهل السنة من خلال ما يلي:
التأكيد على عصمة الدماء:
المتأمل لديننا الحنيف يجد تأكيدا على حرمة الدماء، فالنفس معصومة أيًا كانت ولا مبرر لقتالها لاختلاف الدين أو المذهب وغيره «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾» ،
وهذه الآية عامة في المسلم وغيره، وهذا ما أكده نبينا صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ، ما لم يصب دما حراما “ ، وهذا الموقف هو ما صرح به أهل السنة وذلك بعصمة الدماء وأنه ليس هناك ما يبيحها لاختلاف المعتقد أو المذهب.
عدم تكفير المخالف من أهل القبلة:
يعتبر التكفير هو المدخل والمبرر للقتل وإراقة الدماء، ولهذا فأهل السنة لا يكفرون أحدا من أهل القبلة من المخالفين، وهذا الموقف منهم حتى مع من يكفرهم ويسعى لقتالهم.
وهذا الموقف أكده أهل السنة وخاصة بعد أن وقع فيه الكثير من المخالفين بتكفير غيرهم وقتالهم، يقول الإمام الغزالي: “والذي ينبغي الاحتراز منه التكفير ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأٌ، والخطأ في ترك ألفِ كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دمٍ لمسلم”.
ومن خلال ما سبق يتبين لنا موقف أهل السنة من المخالف لهم من أهل القبلة على وجه العموم، والشيعة بمذاهبهم وطوائفهم المتعددة داخلون في هذا الموقف فدماؤهم معصومة ولو كان إماما من أئمتهم، وليس هناك ما يوجب قتالهم طالما كانوا مسالمين غير محاربين.
وقام الأزهر الشريف باعتباره مؤسسة دينية تمثل أهل السنة والجماعة بالتأكيد على هذا الموقف لأهل السنة، واتضح هذا جليا عندما أقدم البعض على قتل أحد دعاة مذهب التشيع في مصر ومن كان معه في احتفال ديني شيعي عندها أصدر الأزهر الشريف بيانا في 24/6/2013م استنكر فيه بشدة العمل الإجرامي الذي أدى إلى مقتل بعض الشيعة، واعتبره من أكبر الكبائر وأشد المنكرات التي يحرمها الشرع، كما طالب الأزهر الشريف سرعة ضبط الجناة، وتوقيع أشد العقوبات عليهم، مؤكدا على حرمة إراقة الدماء على أساس مذهبي.
هل بالفعل أمريكا افتعلت فتنة سياسية واستغلت كره صدام حسين للشيعة ثم استغلت داعش لكسب ثقة السنة واستمرار الحروب بينهم؟
تسعى بعض الدول إلى بسط نفوذها على بعض البلدان الأخرى؛ لتحقيق مكاسب ومطامع سياسية ومادية، ويكون ذلك من خلال بعض الأساليب منها: محاولة تفكيك الدولة ووحدتها لسهولة اختراقها، ويكون ذلك بتأجيج الصراع بين المذاهب المختلفة، وإحداث فتنة بينهم، ويتم استغلال كل طرف لتعميق الخلاف بينهم، والذي يؤدي في نهاية المطاف إلى القتال والنزاع والحروب.
والمتأمل لواقعنا المعاصر يجد بكل وضوح أنه يتم استغلال الخلاف المذهبي العقدي بين المسلمين لإحداث فتنة بينهم، كما يتم أيضا استغلال الخلاف العقدي بين المسلمين وغيرهم من أتباع الرسالات السماوية؛ وذلك لإحداث صراعات ونزاعات تؤدي إلى إضعاف تلك البلدان والسيطرة عليها واختراقها، وإيجاد مزاعم ومبررات للتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
ويلاحظ أيضًا أنه يتم التعامل مع كل المذاهب المختلفة والموجودة على الساحة الفكرية طالما أن ذلك سيؤدي إلى تحقيق الغرض وظهور الانقسامات والخلافات الطائفية، وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات، واستغلال الدين والمذاهب المختلفة في تحقيق مكاسبهم.
لهذا ينبغي على المسلمين جميعا أن يتوحدوا وأن يدركوا خطورة ما يحاط بهم، وهذا ما دعا إليه القرآن الكريم، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾ آل عمران.
كما دعا الأزهر الشريف في أكثر من مناسبة وفي أكثر من موقف الدول العربية والإسلامية كالعراق وسوريا واليمن وغيرهم إلى ضرورة وحدة الصف، ونبذ الفرقة والخلاف، ودائما ما يسعى الأزهر إلى حث الجميع على ضرورة التسامح وقبول الآخر وحرمة الدماء، ومواقف الأزهر في ذلك كثيرة ومتعددة.
هل يوجد في إيران مزارا لأبي لؤلؤة المجوسي لأنه قاتل أحد الخلفاء الراشدين؟
الثابت تاريخيا أن أبا لؤلؤة المجوسي قتل في المدينة ودفن بها، فبعد طعنه لعمر رضي الله عنه أخذ يضرب كل من اقترب منه بخنجره فأصاب من أصاب وقتل من قتل، وعندما تيقن أنه سيقتل لا محالة طعن نفسه بخنجره فمات.
ومع ذلك يحاول بعض غلاة الشيعة القول أن قبره في إيران وأنه ذهب إليها بعد ما طعن عمر رضي الله عنه، ويؤكدون على ذلك باختلاقهم قصصا من الخيال لإثبات أن أبا لؤلؤة المجوسي دفن هناك في مدينة كاشان، يقول صاحب كتاب فرحة الزهراء أن أبا لؤلؤة : ” فر هاربا إلى كاشان لاجئا إليها خوفا من الأعداء، ولأن أهالي كاشان يحبون أهل البيت عليهم السلام فقد عظموه وكرموه وحافظوا عليه من شر الأعداء حتى وفاته.
وعادة ما يكون المزار لشخص له مكانته لذا يحاول أتباعه تخليد ذكراه، والمتأمل للتراث الشيعي يجد الكثير من النصوص التي تثبت فضائل لأبي لؤلؤة، وهذا يؤكد ماله من مكانة عندهم جعلت بعض الغلاة منهم القول بوفاته عندهم في إيران، وإقامة مزارا له تخليدا لذكراه، ونكاية في أهل السنة،
عندما غضب أهل السنة بعد معرفتهم بإقامة الشيعة مرقدا لأبي لؤلؤة تم توجيه الدعوات للمراجع الشيعية الايرانية وذلك لإزالة هذا المشهد، إلا أن المرجع الشيعي آية الله محمد علي تسخيري رئيس مجمع التقريب بين المذاهب في طهران قام بالرد على تلك الدعوات في حوار له عام 2007م قائلًا: ” إن أبا لؤلؤة رجل مجرم أقيم عليه الحد في المدينة المنورة ودفن فيها ولم تنقل جثته إلى إيران، والقبر الموجود في كاشان، مجرد مكان وهمي ليس له اعتبار ولا يزوره أحد، ولا يهتم بهذا المزار أو المشهد إلا بعض المتطرفين في ثقافتهم، ونحن غير مسؤولين عنه ولا نرى أحدا في إيران يهتم به.
والواجب على المسلمين الحفاظ على مشاعر بعضهم البعض، وعدم إثارة ما يؤدي إلى فتنة وخلاف فيما بينهم.
ما سبب كره الشيعة للصحابة وخاصة سيدنا عمر والسيدة عائشة رضي الله عنهما؟
الشيعة لهم مواقف متعددة من الصحابة فمنهم من يكفّرهم كالشيعة الامامية، ومنهم من لا يكفّرهم كالشيعة الزيدية.
ويرجع السبب الرئيس لعداء الشيعة لبعض الصحابة اعتقادهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على الأئمة من بعده نصا جليا بداية من الصحابي الجليل علي بن أبي طالب ، ولم يلتزم الصحابة – في اعتقادهم- بهذا، وعليه قاموا بتكفير من أنكر ذلك من الصحابة وأبغضوهم؛ لأنهم لم يلتزموا بنص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وتطبيقه بعد وفاته، يقول البغدادي: ” وأما الامامية منهم فقد زعم أكثرهم أن الصحابة ارتدت بعد النبي صلى الله عليه وسلم سوى على وابنيه ومقدار ثلاثة عشر منهم،
والمتتبع لكتب الشيعة الامامية يجد فيها الكثير من النصوص التي تنص على كره وبغض بعض الصحابة رضوان الله عليهم، يقول الكليني: “في قول الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا [آل عمران: 90] نزلت في فلان وفلان وفلان -أي: أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم- آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر وكفروا حين عرضت عليهم الولاية، حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام، ثم كفروا حين مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق منهم من الإيمان شيء”.
وذكر المجلسي رواية “عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسين قال: كنت معه في بعض خلواته فقلت: إن عليك حقاً إلا تخبرني عن هذين الرجلين عن أبي بكر وعمر فقال: كافران، كافر من أحبهما”.
أما عن كرههم لعمر بن الخطاب وعائشة رضي الله عنهما على وجه الخصوص فقد نصوا على ذلك في العديد من الروايات، يقول المجلسي: “وعقيدتنا -أي الشيعة الامامية- أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم”.والسبب في كرههم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه الخليفة الثاني بعد رسول الله، وأنه كان سببا في هلاك دولة فارس، إضافة إلى ما نسبوه إليه من ضلالات تقدح في عدالته وأمانته وبغضه لآل البيت، فقد زعموا في روايات عندهم أنه اعتدى على فاطمة رضي الله عنها وكسر ضلعها وأسقط جنينها)، وهذه كلها روايات مكذوبة عليه رضي الله عنه، فقد ورد في حقه الكثير من الفضائل.
والسبب في كرههم لعائشة رضب الله عنها لأنها ابنة الصديق رضي الله عنه وهو خليفة رسول الله، ولمشاركتها بعض صحابة رسول الله في المبادرة أولًا بالثأر لمقتل عثمان –رضي الله عنه-، وقد نسبوا إليها الكثير من الافتراءات، كاتهامها بقتل النبي صلى الله عليه وسلم وأنها سقته سمّا بالمشاركة مع حفصة رضي الله عنهما، وخيانتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اتهموها في عرضها ومخالفة ظاهر النص القرآني في تبرأتها .
وقد استخدم الشيعة إلى جانب الروايات المكذوبة في افتراءاتهم على عمر وعائشة وعلى الصحابة رضوان الله عليهم التفسير الباطني للقرآن الكريم، وهذا واضح جلي في تفسيرهم لكتاب الله عز وجل.
فريق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية:
مدير المركز الدكتور أسامة هاشم الحديدي
ورئيس قسم البحوث الدكتور رضا السباعي
إشراف علي الإجابات:
د. سماح حمدي
د. خالد سالم