كتبت-رنا تامر عادل
قام آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا، في 2 نوفمبر 1917، بإرسال رسالة إلى اللورد اليهودي ليونيل والتر دى روتشيلد، يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى.
وجاء في رسالة بلفور: “إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية”.
وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأمريكي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918م، ثم تبعها الرئيس الأمريكي ولسون رسمياً وعلنياً سنة 1919م؛ وكذلك اليابان. وفي أبريل 1920 وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء (بعد الحرب العالمية الأولى) في مؤتمر “سان ريمو” على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين.
ووقت إعلان الوعد، الذي أعطى وطنا لليهود، كان عددهم في فلسطين نحو 5% من عدد السكان الأصليين، حيث كان عددهم فقط نحو 50 ألفا، من أصل 12 مليونا منتشرين في دول العالم، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا من المواطنين، حيث عمل الوعد على شطب حقوق الأغلبية المتجذرة في الأرض، مقابل أقلية قدمت من الخارج عبر هجرات غير شرعية.
ولم الشعب الفلسطيني يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرضها على الأرض الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة؛ بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929م، ثم تلتها ثورة 1936م .
وتسبب وعد بلفور في ارتكاب قوات الهاجاناه، القوات التي تشكلت في 1921 للدفاع عن المستوطنات اليهودية وكانت النواة لتأسيس الجيش الإسرائيلي، العديد من المجازر في فلسطين، ثم تسبب الوعد المشؤوم في إعلان قيام إسرائيل عام 1948 بعد إنهاء الانتداب البريطاني لفلسطين.
اقرأ ايضا:
بنيران الاحتلال الإسرائيلي.. إصابة 3 فلسطينيين في الضفة الغربية