كتب: محمد عكاشة
كان منسا موسي, ملك مالي السابق, أحد أغني الرجال عبر التاريخ البشري, قد قرر وهو في طريقه لتأدية مناسك الحج, أن يمكث في القاهرة 3 أشهر. كانت كفلية بأن يُحدث خلالها أزمة اقتصادية دولية, دامت لعقدين من الزمان.
-
ملك من ذهب
حكم منسا موسى الإمبراطورية المالية في القرن الرابع عشر, التي تقدر قيمتها المالية حالياً بنحو 400 مليار دولار. استطاع خلال هذه الفترة أن يؤسس حضارة, مازالت أثارها حاضرة.
فقد أنجز بناء مدينة تمبكتو التي أصبحت مركزًا للتجارة والثقافة والإسلام. وشيد جامعة سانكور, كأحد أفضل الجامعات في العالم, ليقصدها القاصي والداني.
حنكة موسي الواسعة, مكنته من توسيع حدود مملكته حتي بلغت السواحل الغربية لأفريقيا. باسطاً نفوذه علي مناجم الذهب الكثيرة في غرب القارة. فأصبح متحكما في تجارة الذهب والملح.
دعا كل هذا الرحالة الأسبان أن يضعوه علي خارطة العالم جالسا علي عرش مذهب, قابضا بيداه علي الذهب, للدلالة علي مناجم الذهب.
-
سبب قدومه إلي مصر
ترك منسى موسى انطباعًا لا يُنسى في القاهرة، حيث روى المؤرخ العمري تفاصيل الرحلة التي قدم بها إلي مصر، علي لسان أهل القاهرة, التي زارها بعد 12 عامًا من زيارة الملك المالي, التي كانت في عام 1334م.
فقد علم الملك الصالح, والي الدولة العثمانية في مصر, بأن الملك منسا موسي, عازم علي أداء مناسك الحج ذاك العام. فدعاه لزيارة مطولة للقاهرة. قبل منسا دعواه, وبدأ رحلته للقاهرة مصطحبا مدينة من الذهب, يحملها ما يقارب من ال 100 ألف جندي.
-
تداعيات الأزمة الاقتصادية
هنا بدأ أغنى رجل في التاريخ, يحدث أزمة اقتصادية في القاهرة وما يجوارها من البلدان. حين وزع الذهب علي كل تقع عليه عيناه, من عامة الناس وصفوتهم. فصار الذهب في متناول الجميع.
أصبح الجميع قادرين علي شراء السلع, فزاد عليها الطلب وقل العرض. ليحدث أزمة مالية تسمي اليوم في علم الاقتصاد بالتضخم, دامت تبعاتها لعقدين من الزمان, حتي استطاعت القاهرة النهوض منها.
أوضحت شركة التكنولوجيا SmartAsset.com ومقرها الولايات المتحدة، أن رحلة مانسا موسى تسببت في خسائر اقتصادية بنحو 1.5 مليار دولار (1.1 مليار جنيه إسترليني) في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
حاول منسا موسي تدارك الأمر, بجمع الذهب مرة أخري في رحلة العودة من أرض الحجاز, بسعر فائدة عالي. لكن فشلت المحاولة, لتدوم الأزمة الأقتصادية لعقدين من الزمن, حتي استطاع الاقتصاد المصري تدارك الأزمة.