كتبت – سماح عثمان
في كل ذكرى لـنصر لأكتوبر يجلس السبعيني”عثمان محمود” أمام التلفاز ليشاهد لقطات من الحرب وحديث العسكريين عن الكواليس وهو يتذكر دوره في النصر، لمدة 47 عاما يروي ذكرياته دون كلل بل يتحدث عن دوره بكل فخر واعتزاز .
المجند عثمان محمود كان أحد أفراد العسكرية قاده الشرف وحسن الحظ ليكون ضمن صفوف الجيش في حرب النكسة والإستنزاف حتى حرب رد الكرامة، سرد لنا جزءا مما عاصره حيث بدأ حديثه جاءتنا إشارة في تمام الثانية ظهر السادس من أكتوبر بمرور طائرات مصرية على ارتفاع قريب للغاية وفور مرورها سيقوم القائد بإعطاء أمر الضرب.
أصبت بشظية في ظهري أثناء الصلاة
شرح تعرضه للإصابة أثناء حرب الاستنزاف إذ قال “كنت أصلي مع زملائي وأصبت بشظية في ظهري أثناء الصلاة، وبعدما انتهينا من الصلاة نقلونى لمستشفى الصالحية بالقنطرة غرب ومكثت بها لمدة 12 يوم، وكان وملائي هم من يقوموا بالتغيير على الجرح،وأكمل، بعد خروجي من المستشفى انتقلت للتخييم في التل الكبير بالشرقية وبعد ذلك للعباسية .
أما عن كواليس يوم السادس من أكتوبر فقال “محمود”، كنت في الوحدة الخاصة بي في الإسماعيلية وجاءت لنا تعليمات بعدم التعامل مع الطيران الذي سيمر لأنه خاص بالقوات المصرية ولم يكن احد يعلم بموعد الحرب بل كنا مستعدين دائما ، وكانت الأوامر بالتحرك الفورى عقب مرور الطيران وكنت ضمن سلاح المدفعية وأحمل القذائف على ذراعي ليقوم زميلي بإطلاقها على مسافة 3 كيلومترات من أجل ارهاب العدو فقط وإبعادهم لمسافة أطول لنفسح الطرق لقوات المشاة، وعندما يستشهد زميل لنا كنا نضع جثته بحانبنا ونأخذ مكانه ونستكمل المعركة.
وأردف:” كانت هناك 3 تقسيمات للطائرات، الأولى للدفاع والثانية للهجوم والثالثة مظلات مهمتها عمل ساتر لحماية القوات البرية والبحرية”.
واستطرد:” صنع العدو ساترا ترابيا لم يستطع أحدا اجتيازه ولكن بذكاء المهندسين العسكريين وقوة الجنود وتكتيك قائدي الجيش استطعنا قهر جيش العدو”.
مشيت على أقدامي من العريش للسويس عقب النكسة
تذكر الجندي الذي شارك بحرب النكسة والاستنزاف وأخيرًا أكتوبر 73 مشهدا أثناء تواجده بالعريش عندما حلقت طائرة خاصة بالعدو فوق رأسه قال، إذ قمت بتفكيك سلاحي فى أقل من دقيقة ودفنه في الرمال حتى لايستحوذ عليه العدو وانبطحت على وجهى دون أن اتحرك نهائيا ليظنوا أننى ميت وبالفعل عندما تأكدوا أننى ميت غادروا المكان وقمت بإعادة تركيب سلاحي واستكملت طريقي من العريش للسويس مشيا على اقدامي عقب هزيمة 67 لتدمير السكة الحديد آنذاك .