يكتب أحد القادة المحبين والعاشقين لتراب مصر رسالة إلى الطامحين في ارض مصر سواء استيطاناً أو احتلالاً أو تهجيراً، موجهاً رسالة للمشكك في حدود مصر.
وجاءت رسالة المحب لتراب وطنه كما يلي: أيها الطامح في أرض سيناء استيطاناً أو احتلالاً أو تهجيراً من خارج حدود أرضنا الطيبة الطاهرة، ومعك ذلك المشكك المبتز من نبتة الشر في حدودنا المقدسة، فلا فرق بينكما موضوعاً، وإن اختلفت تجارتكما شكلاً، فهذا تاجر أوطان وحرية، وذاك تاجر دين، ولكنكم في النهاية “تجار دم”، لا إنسانية لكم ولا أخلاق.
أحيطكم علماً بأن أرض سيناء هي الشرف الموهوب إلينا، والأمانة التي حملنا سرها، والميراث العظيم الذي تركه لنا الآباء والأجداد. أما الشرف، فنحن لا نؤثر السلامة إن تحرش به متحرش، وأما الأمانة، فقد حملناها وقدمنا ضريبتها دماء طاهرة من أغلى الأحباب، وأما الميراث، فلا تفريط فيه ولو أشرقت الشمس من المغرب.
كما أؤكد لكم، بأن جيش مصر وشعبها قد مرت عليهم آلاف السنين، لم تمر دقيقة منهم بغير طامعين فيها ولا متأمرين عليها ولا مشككين بها، ولم يُفرط في حبة رمل منها مصري، وحين سقطت غدراً، فقد عادت شرفاً، وحين دنستها أقدام الخوارج، تطهرت بدم الشهداء الأبرار.
ويُسعدني أن أخبركم نبأ اليقين، بأن سيناء مصرية في التاريخ، مصرية في الحاضر، مصرية في المستقبل، مصرية حتى يقضى الله أمره وتصبح البشرية نسياً منسياً.
أما مخططات الاستيطان والتهجير، وأحلام الولاية والاحتلال، فهي من محض أوهام قد صدقتموها، وأكاذيب اعتقدتم في صدقها باطلاً.
وختاماً، لمن دواعي الفخر أن أقرأ عليكم رد جدي الملك سقنن رع رداً على رسول الهكسوس حين قال له: “أيها الرسول، نحن لا نعجل بالشر، ولكن إذا تحرش بشرفنا متحرش، فلا ننكص على أعقابنا ولا نؤثر السلامة، ومن فضائلنا ألا نغالي في تقدير قوتنا، فلا تنتظر أن تسمع مني مباهاة وفخراً.
ولكن أعلم أن آبائي وأجدادي حافظوا على ما وسعهم الجهد على استقلال هذه المملكة، ولن أفرط أنا فيما عاهدوا الرب والناس على المحافظة عليه”. لعلكم تعقلون.