تسفر المفاوضات عن جديد، بتوفير ممرات آمنة للناس، وتهدئة الأوضاع، وأن يكون هناك من الحصافة لحماية المنشآت النووية والبنية التحتية
وبدوره، تابع أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، أن ما يحدث في العالم صراع الإرادات، والذي بدأ عام 1991، مع سقوط الاتحاد السوفييتي، واعتبار الدولة الروسية تمدد “حلف الناتو” خطرا يهدد الروس.
وتابع قمحة أن روسيا حضرت في المشهد السوري والليبي والخليج، ومن هنا ظهر صراع القُوى وهو ما فاقم الأمور، وأن هناك إرادة روسية لمنع اقتراب من تراهم “غير حلفاء” من حدودها، ومنذ العام 1999 تدرك روسيا أهمية موقع أوكرانيا، والسيطرة على شبه جزيرة القرم 2014، وسعي الروس لتأمين مجالها الحيوي وأمنها القومي.
وأضاف قمحة أن الدولة الأوكرانية كبيرة ولديها قواتها، وإن كانت روسيا هي الأرجح كفة في ميزان القوى، ومن أراد تقييم الموقف عليه متابعة كل التصريحات الروسية، والدفاع عن الموقف الروسي بثبات، وسط حرب شائعات متبادلة بين الطرفين، وسط هيمنة إعلامية غربية، وعودة وجوه مختفية منذ سنوات.
وأكد قمحة أننا نتمسك بالسياسة الخارجية المصرية، وفقا لتصريحات السيد الرئيس: “نمارس السياسة بشرف، في وقت عز فيه الشرف” وعلينا حسن إدارة الصراع والتوازن في تعاملنا مع كل الأطراف.
وحول تأثر الشرق الأوسط بالمستجدات على الساحة، يوضح ناجي أن مصر هي من تعنينا أولا، وأن مصر انتقلت خلال 8 سنوات نقلة تاريخية، لم تحدث في عقود، ومنها ربط المصريين بالخارج بالوطن، مشددا على أهمية سلاح الحرب الإليكترونية وتطورات التكنولوجيا الحديثة، وأن علينا في مصر أن نرشد استهلاكنا، فالعالم أمامه سنوات معاناة، وأن تشكيل نظام عالمي جديد خلال عدة سنوات، قد تقترب من الحرب الباردة، وسط نظام جديد قد يكون أكثر عدالة تجاه جميع الأعراق والجنسيات.
وتابع قمحة أن النظام الغربي سيتأثر أيضا بالعقوبات التي فرضها على روسيا، مشيدا بهدوء القيادة السياسية المصرية في إدارة الأزمة، وصون مقدرات الأمن القومي المصري وحماية مصالحنا في مختلف المجالات، عسكريا وغذائيا وتحالفات واعية، وغيرها، مع تبني المبادئ الأخلاقية، وتوضيح ما يذهب إليه العالم من مخاطر
وأشار قمحة إلى الحرب الإعلامية الدائرة بين روسيا والغرب، أوضح أن لدينا إعلاما واعيا مهنيا، لم يتبن وجهة نظر محددة، وأن هناك ضوابط وخطوات تصعيدية واضحة من الروس والغرب فيما يتعلق بوسائل الإعلام.
وحول التأثيرات الاقتصادية، أوضحت بسنت جمال، باحث بوحدة الاقتصاد ودراسات الطاقة بالمركز المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر تربطها علاقات مع روسيا وأوكرانيا تجاريا وسياحيا، وأن هناك أزمات في تضخم وارتفاع أسعار الغذاء، نتيجة جائحة كورونا، وقلة المعروض مع زيادة الطلب.