في الأسابيع الماضية استهدافت حركة طالبان سيارات عدد من المسؤولين الأفغان وقامت باغتيالهم حيث عمدت إلى استخدام ما يعرف ب “القنابل اللاصقة” وهي عبارة عن عبوات متفجرة لاصقة صغيرة الحجم ومزودة بمغناطيس تلتصق بالسيارات فور العبور فوقها.
ولا تعد فكرة القنابل اللاصقة وليدة العصر فهي واحدة من الأدوات التي كانت تستخدم في الحرب العالمية الثانية فقد كان للجيش البريطاني فضل الريادة في استخدام القنابل اللاصقة خلال الحرب، حيث قام بطلاء عبوات النتروجليسرين بمواد لاصقة قوية لاستهداف مركبات العدو المدرعة في أماكن القتال في المدن وتدميرها.
القنابل اللاصقة وسط طريق محفوف بالمخاطر
على غرار الاعتقاد بأن العنف يجب أن يتصاعد للفوز بتنازلات على طاولة المفاوضات، تستحضرت طالبان أدوات الحرب العالمية الثانية في سعيها لبث الخوف والرعب بين السلطات الأفغانية والمقاتلين الأجانب.
فوفقا لتقارير إعلامية فقد أدى تفخيخ طالبان لسيارات المسؤولين المستهدفين بهذه العبوات اللاصقة المتفجرة إلى مقتل ما لا يقل عن 10 من المسؤولين الحكوميين الأفغان ومساعديهم في الأسابيع الأخيرة الماضية، وكانت إحدى تلك العبوات المتفجرة المسؤولة عن مقتل نائب حاكم العاصمة الأفغانية كابول في هجوم على سيارته.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن احتمالية قيام مقاتلي طالبان بوضع قنابل لاصقة على المركبات بسهولة، قد تؤدي إلى خلق مناخ من التوتر والقلق لدى المسئولين الأفغان، الذين يخشى الكثير منهم ببساطة ركوب سياراتهم للسفر من أجل العمل في يوم بعينه.
تأتي المخاوف من استخدام القنابل اللاصقة الممغنطة، وسط مفاوضات جارية بشأن التوصل إلى تسوية سلمية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الأفغانية وطالبان وكان آخرها الاتفاق الموقع بين طالبان وأمريكا في فبراير الماضي.
ورغم تحاشي طالبان، إلى حد كبير، مهاجمة القوات العسكرية الأمريكية في أفغانستان منذ هذا الاتفاق إلا إنه من الواضح أن المجاملة نفسها لا تنطبق مع مسئولي الحكومة الأفغانية الذين يتعرضون لعمليات الاستهداف عبر تفجير سياراتهم بهذه العبوات اللاصقة.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن مكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان (SIGAR)، فإن وتيرة الهجمات الدامية في أفغانستان ارتفعت بنسبة 50 بالمائة وهو “مستوى مرتفع ومثير للقلق” على حد قول المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زالماي خليل زاد، الذي أضاف أن “الاعتقاد بأن العنف يجب أن يتصاعد للفوز بتنازلات على طاولة المفاوضات هو أمر محفوف بالمخاطر.. يمكن لمثل هذا النهج أن يقوض عملية السلام ويكرر الحسابات الخاطئة السابقة من جانب القادة الأفغان”.
اقرأ أيضا: