كتبت- هدى عامر:
تم الطلاق رسميًا أمس، 24 ديسمبر 2020، أمام كاميرات العالم بمؤتمر صحفي ضخم في بروكسل بمباركة وترحيب رؤساء الاتحاد الأوروبي والعالم, لتخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد توقيع الصفقة التجارية المعروفة إعلاميا بـ”البريكست”، بعد كونها عضوا فعالا لمدة 40 سنة.
ما مفهوم كلمة البريكست؟
هي اختصار لـ”British exit”، المصطلح المعروف في الغرب وكل دول أوروبا، وهو “خروج دولة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي” الذي ضم 27 دولة وآخرهم كانت كرواتيا، وتأسس بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1992.
ما هي صلاحيات الاتحاد الأوروبي؟
من يكون عضوا في الاتحاد الأوروبي يكون له العديد من الصلاحيات والامتيازات كإتاحية السفر والتنقل والجمارك والتجارة ومفهوم الأمن والحماية بين دول الأعضاء.
لكن على الرغم من كل الامتيازات والمبادئ لا يمكن اعتبار الاتحاد الأوروبي “اتحاد فيدرالي” بالمرة, فلكل دولة نظام سياسي ملكي أو جمهوري وعملة خاصة لكن يجمعهم عملة “اليورو” وينفرد بنظام سياسي فريد من نوعه في العالم.
وللاتحاد الأوروبي منذ 50 عاما وأكثر سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحد على إنشاء الاتحاد بتوقيع اتفاقية روما.
حصل الاتحاد الأوروبي على جائزة نوبل للسلام لمساهمته في تعزيز السلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا في 2012.
لماذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
أعلن الشعب البريطاني بعد التصويتات الشعبية والبرلمانية بنسبة 52% في 23 يونيو 2016، رغبته في الخروج من الاتحاد الأوروبي, ما جعل أوروبا بأكملها تهتز لهذا القرار, فقد قررت المملكة المتحدة عبر استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.
إن عدنا لأهم الأسباب وراء ذلك سنجد أن عامل الهجرة هو الأكثر حسما في هذه النتيجة, فوفقا لمراكز الأبحاث national research” تم إجراء استطلاع لأكثر من 3 الالآف بريطاني وجدوا أن أكثر من 73% يؤيدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وزادت نسبة جرائم الكره والعنف في بريطانيا تجاه المهاجرين الـ29% لأكثر من 90 ألف شخص تعرضوا لتلك الجرائم المعروفة بـ”hate crimes”.
بعد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء البريطاني أعلن ديفيد كاميرون استقلاله عن منصب رئيس الوزراء البريطاني، وشكل ترددا كبيرا على الساحة السياسية في بريطانيا، ثم جاءت تيريزا ماي، ما اُعتبر حدثا ضخما لأنها تعتبر ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا بعد مارجريت تاتشر,.
كانت ماي توافق على بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي والعمل على الاتفاق على مسودة للوصول إلى حل مع الاتحاد مع عدم الخروج، مع طمأنة المصوتين على خروج بريطانيا بأنها ستتحقق إرداتهم حتى لو دون اتفاق، وعرف عنها جملتها: ” no deal is better that a bad deal”، وتعني بذلك “بدون اتفاق أفضل من اتفاق سيئ أو عديم الفائدة”، ولكن مع استمرار تمسك الشعب البريطاني للخروج وصلت الأمور إلى استقالتها ومشهد بكائها الشهير.
وبعد انتخاب بوريس جونسون خلفًا لها لزعامة الحزب, المتمسك بخروج بريطانيا من الاتحاد، آلت الأمور إلى الاتفاق الرسمي للخروج 29 مارس 2019، حتى لو لم يحدث اتفاق مما يعد أمرا خطيرا على حجم التبادل التجاري والمصالح المشتركة بينهم.
ومنذ 23 من مارس العام الماضي حتى أمس كانت مجرد مرحلة انتقالية متفق عليها لإعادة ترتيب الأمور وتصفية نقاط التشابك بين الطرفين، لكن بأمس كانت النهاية الرسمية لكل شيء، واليوم هناك مقابلة رسمية لرؤساء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا للمباركة.
على ماذا انتهوا في “اتفاقية بريكست”؟
يسعى الاتحاد الأوروبي لتحقيق أفضل مصالح من بريطانيا كونها أكبر خامس اقتصاد في العالم, فتوصلوا إلى اتفاق صيغ في 2000 صفحة لم تنشر بعد، على أن يبدأ تطبيقها بداية من العام الجديد ملخصها كالتالي:
1- أنه لن تكون هناك أي رسوم جمركية أو حصص على المنتجات التي يتبادلها الطرفان، على أن تمتثل الصادرات البريطانية لمعايير الصحة والسلامة التي يضعها الاتحاد الأوروبي بينما تحكم قواعد صارمة على المنتجات المصنوعة من مكوّنات مصدرها خارج المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت لندن غياب الرسوم الجمركية نقطة إيجابية رئيسية في الاتفاق، ستساعد على المحافظة على جزء من الميزات التي تمتعت بها بريطانيا أساساً كعضوة في التكتل.
2- مستقبل صيادي الاتحاد الأوروبي ومياه بريطانيا الغنية والتي تعتبر آخر نقطة تم حلّها قبل الإعلان عن الاتفاق لشدة حساسيتها.
فبريطانيا أصرت مراراً على موقفها في استعادة السيطرة الكاملة على مياهها بينما سعت دول الاتحاد الأوروبي الساحلية إلى ضمان حقوق الصيد في مياه المملكة المتحدة، وتوصل الطرفان في النهاية، إلى تسوية تقضي بأن تتخلى قوارب الاتحاد الأوروبي تدريجياً عن 25% من حصصها الحالية خلال فترة انتقالية مدتها 5 سنوات ونصف.
على أن يتم التفاوض سنويا على كميات السمك التي يمكن لصيادي الاتحاد الأوروبي الحصول عليها من المياه البريطانية وفي حال لم تكن النتيجة مرضية بالنسبة للاتحاد فسيكون بإمكانها اتّخاذ تدابير اقتصادية ضد المملكة المتحدة.
بالإضافة إلى مغادرة بريطانيا الاتحاد الجمركي الأوروبي والسوق الموحدة نهاية العام الجاري، ما يعني أن الأعمال التجارية ستواجه سلسلة قيود جديدة على الواردات والصادرات عبر المانش.
وعلى الرغم من الوصول إلى اتفاق، إلا أن الطرفان حذّرا من أن تغييرات كبيرة مقبلة اعتباراً من بداية يناير بالنسبة للأفراد والأعمال التجارية في أنحاء أوروبا.
3- لن يتمكن مواطنو المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الاستفادة من حرية الحركة للإقامة والعمل على طرفي الحدود.
4- حرية حركة الناس والبضائع والخدمات ورؤوس الأموال بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ستنتهي، بحسب مفوضية الاتحاد.
اقرأ أيضا:
جونسون بعد توقيع «البريكست»: سنبقى أصدقاء لأوروبا وداعمين لها