توقع تقرير بحثي لمؤسسة “سفيريكال انسايتس اند كونسالتنج الاستشارية”، أن يصل حجم سوق أمن المطارات العالمية إلى 26 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2030، موضحاً أن سوق أمن المطارات في الشرق الأوسط تواجه تحديات أمنية فريدة ترجع في المقام الأول إلى العوامل الجيوسياسية المعقدة السائدة في المنطقة، حيث تؤثر هذه التحديات بشكل كبير على كيفية تعامل المطارات مع التدابير الأمنية وتنفيذها، وذلك بالنظر إلى قربها من مناطق النزاع النشطة.
تفتيش دقيق
وقال: تقوم مطارات الشرق الأوسط باستخدام مجموعة من الأساليب، بما في ذلك التفتيش البدني والتكنولوجيا المتقدمة، حيث يتم تفتيش المسافرين باستخدام أجهزة الكشف عن المعادن، والماسحات الضوئية لكامل الجسم، وآلات الكشف عن آثار المتفجرات، بالإضافة إلى ذلك تخضع حقائب اليد والأغراض الشخصية لفحص بالأشعة السينية لتحديد أي مواد محظورة أو محتملة الخطورة، كما قد يتم في بعض الحالات إخضاع المسافرين لعمليات تفتيش ثانوية بناء على التصنيف السلوكي أو الاختيار العشوائي، ما يضمن إجراء تقييم شامل للمخاطر المحتملة.
ويناقش كبار الخبراء والمسؤولين على مستوى العالم خلال معرض المطارات الذي تستضيفه دبي مايو المقبل، بتطورات أمن المطارات في الشرق الأوسط والعالم، خاصة أن أمن المطارات يمثل جانباً معقداً وحاسماً من البنية التحتية للطيران في منطقة الشرق الأوسط.
تأثيرات المتغييرات الجيوسياسية
وذكر التقرير أنه في ظل الوضع الجيوسياسي والمخاوف الأمنية المتزايدة، فقد منحت المطارات الأولوية للتدابير الأمنية الصارمة التي تشمل تفتيش المسافرين والأمتعة، وضبط الوصول، وأنظمة المراقبة، والتعاون.
وتأتي مطارات الشرق الأوسط في طليعة تنفيذ التقنيات المتقدمة الرامية لتعزيز الأمن، مثل المسح البيومتري، وأنظمة الكشف عن المتفجرات، والمراقبة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، كما يتم بالإضافة إلى ذلك تطبيق لوائح صارمة وتلتزم المطارات وشركات الطيران بالمعايير الدولية لجهة السلامة.
أنظمة تنقل صور واقعية
وتستخدم مطارات الشرق الأوسط أحدث أنظمة تفتيش الأمتعة التي تستخدم بدورها الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب لإنشاء صور تفصيلية عن محتويات الأمتعة المسجلة، حيث تساعد هذه التقنيات أفراد الأمن على تحديد أي مواد مشبوهة أو محظورة، بما في ذلك المتفجرات أو الأسلحة أو البضائع المهربة، كما تقوم الأنظمة الآلية بالإشارة إلى الحالات الشاذة بهدف إجراء المزيد من التفتيش، فيما يقوم الموظفون المدربون بفحص دقيق للعناصر التي تمت الإشارة إليها، وذلك للتأكد من عدم وجود أي شيء يمثل تهديداً أمنياً قبل السماح بحمل الأمتعة على متن الطائرة.
مسح قزحية العين
وتعتبر هذه المطارات في الصدارة لجهة اعتماد تقنيات الأمن المتقدمة لتعزيز السلامة، حيث يتم استخدام أنظمة القياسات الحيوية مثل التعرف على الوجه ومسح قزحية العين بشكل متزايد للتحقق من الهوية وضبط الوصول، وتبسيط رحلة المسافرين مع ضمان الأمن، كما يتم علاوة على ذلك نشر خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتعلم الألة لتحليل سلوك المسافرين والكشف عن الحالات الشاذة التي قد تشير إلى تهديدات محتملة.
ويتم كذلك استخدام أنظمة الكشف عن المتفجرات على نطاق واسع لتحديد المواد المتفجرة الموجودة في طيات الأمتعة المسجلة، حيث تستخدم هذه الأنظمة خوارزميات متطورة لتحليل صور الأشعة السينية واكتشاف كميات ضئيلة من المتفجرات، مما يوفر طبقة إضافية من الأمان.
وقال تقرير لمؤسسة “سفيريكال انسايتس اند كونسالتنج الاستشارية”: تقوم مطارات الشرق الأوسط بالاستثمار في تقنيات المراقبة، بما في ذلك كاميرات المراقبة عالية الدقة وتحليلات الفيديو، لمراقبة أنشطة المسافرين والموظفين في كافة أرجاء مباني المطارات، حيث كان من شأن تبادل المعلومات الاستخبارية في الوقت الفعلي أن أتاح للمطارات الاستجابة بشكل استباقي للتهديدات المحتملة وتعديل التدابير الأمنية تبعاً لذلك.
معايير عالمية
وتستفيد مطارات المنطقة من إمكانية الوصول إلى أحدث المعدات والأنظمة التي تعزز عمليات التفتيش وتحسن النتائج الأمنية، حيث قامت بمواءمة بروتوكولاتها الأمنية مع المبادئ التوجيهية المعترف بها دولياً، ما يضمن اتساقها وتوافقها مع المطارات في كافة أنحاء العالم، كما يتم على نطاق واسع في مطارات الشرق الأوسط اعتماد الأنظمة البيومترية، بما فيها التعرف على الوجه، ومسح قزحية العين، والتعرف على بصمات الأصابع.
وذكر التقرير: توفر هذه التقنيات سبلاً آمنة وفعالة للتحقق من هوية المسافرين في نقاط التماس المختلفة، مثل نقاط تسجيل الوصول والتفتيش الأمني وبوابات الصعود إلى الطائرة، حيث يمكن للمسافرين التنقل بسلاسة عبر المطار، وهو الأمر الذي يحد من أوقات الانتظار ويعزز الراحة العامة مع ضمان أعلى مستويات الأمان.