“رسائل طب ماجستير ودكتوراه بـ 10 جنيه”.. لافته تتصدر كشك خشبي لبيع الكتب القديمة أثارت غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي لما وصل إليه حال الدراسات العليا في مصر .
وكانت الصورة طرف خيط أدى في النهاية إلى عالم أشبه بافلام السينما ، أبطاله سمسارة متخصصون في بيع رسائل الماجستير والدكتوراه، الذين يتوافد عليهم العشرات ممن يسعون إلى الحصول على ماجستير ودكتوراه دون بحث علمي أو دراسة او مجهود!.
ومع تفشي فيروس كورونا ، وإغلاق الجامعات أمام الطلاب خلال الفترة الماضية ضمن الإجراءات الاحترازية التي شددت عليها وزارة التعليم العالي، أصبح اللجوء إلى الطرق الملتوية في تحضير رسائل الماجستير والدكتوراه الأسهل أمام الطلاب من معدومي الضمير.
وهكذا صار في مصر صورتين متناقضتتن للدراسات العليا .. الأولي يسهر أصحابها الليالي في البحث والتحصيل والدراسة ، ويتكبد الأموال في شراء الكتب لسنوات من أجل الحصول على الماحستير أو الدكتوراه..والثانية لباحثين لا يشغلون أنفسهم ببحث ولا بعلم ، ولا يقراؤن كتابا ولا بحثا.. فقط يسلكون طرقا ملتوية من خلال شراء دراسات وأبحاث ” سابقة التجهيز” من على الأرصفة مستغلاً فقر غيره من الباحثين الذين أجربتهم الظروف على بيع مجهودهم العلمي ليدبر قوت يومه.
بجوار محطة مترو العتبة، توجدعشرات الأكشاك التي تبيع الكتب والروايات المختلفة، وبداخلها تجد ما تطلبه من رسائل الماجستير والدكتوراه بأسعار تبدأ من 200 جنيه، وبحسب حداثة الرسالة أو قدمها .
وتواصل “أوان مصر” مع بعض البائعين للتأكد من مصادر هذه الرسائل، وقال أحد بائعيها إنه يقوم بشرائها من أسر الباحثين بعد وفاتهم، وقال ” أشتريها على أنها ” روبابكيا”، وعلى الأرصفة وفي الأكشاك بيتم بيعهم بأسعار أخرى ليكون مكسب الكتاب الواحد لا يقل عن مائة جنيه.
نفس الأمر يتكرر في منطقة بين السرايات المواجهة لجامعة القاهرة ، فبالقرب من بوابة كلية التجارة جامعة القاهرة، يعرض البعض عشرات الكتب والروايات للبيع بأسعار زهيدة، وببساطة شديدة يلتقط السمسار زبائنه مما يبحثون عن لقب الدكتور من أقريب طريق.
وبالقرب من بوابات جامعة القاهرة تنشر الأكشاك الخاصة بالطباعة وبيع والقصص والروايات المختلفة وذلك ليكون النشاط الظاهر أمام المواطنين، ليخفون به حقيقة نشاطهم في بيع رسائل الماجستير والدكتوراه.
الأمر لم يتوقف على البيع في الأكشاك أو عن طريق سمسارة، لكن تطور الأمر إلى السوشيال ميديا فعلى صفحات الفيس بوك، جروبات خاصة لبيع رسائل الماجستير والدكتوراه، ورصدت بوابة “أوان مصر” بعض هذه الصفحات التي تقدم علنًا تلك الأبحاث وخصصت أرقام للتواصل معهم لتحديد نوع الرسالة المطلوب تحضيرها سواء ماجستير أو دكتوراه والمقابل المادي.. وأسعار الرسائل العلمية سابقة التجهيز هذه تتراوح بين 500 و200 ألف جنيه.