الزواج، هو اللبنة الأساسية لبناء الأسرة والمجتمع، ولا شك أن غالبية المقبلين على الزواج يتوقون إلى ليلة الزفاف، حيث يعلق العروسين الأمل على تلك الليلة في نجاح حياتهما فيما بعد فالزواج الناجح يتطلب بذل المزيد من الجهد المشترك بهدف تعزيزه والحفاظ عليه قبل الدخول إلى عالم الزواج نفسه.
وحني يتسنى للعروسين أن يعيشا حياة زوجية سعيدة ومستقرة يجب المحافظة على بعض الأمور المهمة بين الزوجين، كما يجب أن يعرف كل طرف منهما حقوقه وواجباته تجاه الطرف الآخر، وذلك لتستمر العلاقة بينهما بشكل صحيح وسليم، كما يجب أن يكون كلا الزوجين على استعداد لبذل الجهد من أجل الطرف الآخر، حيث يساعد ذلك على تخطي جميع العقبات والتحديات التي قد تواجههما، والحصول على حياة زوجية سعيدة ومستقرة.
وهناك من النصائح الزوجية مالا يعد، ولا يحصى؛ إلا أن الشريعة الإسلامية لها قول الفصل في هذا المضمار، فقد شرع الإسلام الزواج بين الذكر والأنثى؛ لتحقيق التوازن النفسي لكليهما، والقيام بمهامهما الحياتية بالشكل السليم والمطلوب، كما عني الإسلام بالزواج وتكوين الأسرة بشكل كبير، وبين حقوق جميع الأفراد وواجباتهم حتى يكون الزواج ناجحا وإيجابيا.
“أوان مصر” تقدم النصائح الشرعية الخمسة لمرور ليلة العمر بسلام وبداية حياة زوجية سعيدة في السطور التالية:
-حقوق الزوج على زوجته:
فندت دار الإفتاء حقوق الزوج على زوجته مؤكده أن جماع هذه الحقوق جاءت في قوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ لَكُم مِن نسائكُم حقًّا، ولنسائكِم عليكُم حقًّا» رواه ابن ماجه.
وأبرز ما يمكن الإشارة إليه من حقوق الزوج على زوجته ما يلي:
قوامة الرجل على المرأة حقٌّ أعطاه الله للرجل بمقتضى قوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾، وقوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ].
وتؤكد دار الإفتاء المصرية أن المراد بالقوامة: هو القيام على أمر النساء بالحماية والرعاية وتلبية مطالب الحياة، وليس معناها القهر والاستبداد بالرأي، فهي لا تزيد عن أن للرجل بحكم أعبائه الأساسية ومسؤولياته وبحكم تفرغه للسعي على أسرته والدفاع عنها والإنفاق عليها أن تكون له الكلمة الأخيرة بعد مشورة أهل بيته فيما يحقق المصلحة له ولأسرته، فهي بذلك تكليف لا تشريف، وضابطها التعامل في نطاق الأسرة بما يحقق السعادة لها في حدود شرع الله؛ وفقًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» رواه أبو داود، والترمذي من طريق عبده بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، واللفظ له.
– حدود الاستمتاع بين الزوجين
لضمان استمرار الحياة الزوجية ونجاحها لا بد من معرفة ما يبنى عليه الزواج من حقوق وواجبات وحول حدود الاستمتاع بين الزوجين أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها أن الزواج عقد يفيد حل الاستمتاع بين رجل وامرأة لم يقم يهما مانع من موانع الزواج، وانه يجوز لكل من الزوجين أن يستمتع بالآخر بأي صفة مقبولة شرعًا بشرط اجتناب الإتيان في الفرج في زمن الحيض والنفاس واجتناب الإتيان في الدبر، والاستمتاع وقت الحيض والنفاس فيما بين السرة والركبة بغير حائل، واجتناب تناول النجاسات والمستقذرات، وبشرط عدم استمناء الزوجة بيدها أو الزوج بيده، ويجوز استمناء كل منهما بيد الآخر، فإن اجتنبت هذه الأشياء فلا حرج في الاستمتاع بينهما على أي صفة كان هذا الاستمتاع.
-مهر العروس:
أما فيما يخص مهر العروس فقد أكدت فتوى الإفتاء أن مهر العروس ملك لها، وليس لأهلها ولا لغيرهم منه شيء إلا أن تسمح نفسها وتجود بذلك؛ قال تعالى: ﴿وآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهنّ نِحلةً﴾ ، وقال عزَّ من قائل كريم: ﴿وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ﴾، فنسب النصُّ العزيزُ المهرَ إليهنَّ لا إلى غيرهنَّ من أهل أو غيرهم، وشأن ولي الأمر أنه القائم بمصالح المُوَلَّى عليه، فإن طابت نفوس المعقود عليهنَّ بإنفاق المهر أو جزء منه في المصارف المذكورة بالسؤال فلا حرج في ذلك، ولا شك في جواز ذلك.
-الاحتفال بالزفاف في بيت الزوجة
وبشأن جدل إقامة حفل الزفاف في منزل الزوج أو الزوجة وهل يجوز إقامته في منزل العروس، حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل مؤكده أن عمل حفل الزفاف في بيت الزوجة جائز، بأصل الإباحة في الأشياء، الذي هو الأصل في كل ما ليس فيه نص بخصوصه، وليس في ذلك أي مخالفة شرعية، ولا بدعة في ذلك، ومدعي بدعيةِ ذلك هو المتنطع المتزيد في الدِين، وهو الذي جاء بما لم يُسبَق إليه.