أعلن وزير المياه والري الإثيوبي ، منذ قليل ، بدء ملء سد النهضة وفقاً لشبكة “سكاي نيوز عربية” الإخبارية.
ويأتى القرار الاثيوبى الغريب بالبدء فى ملئ سد النهضة، رغم استمرار المفاوضات بين البلدين حتى الان، وعدم التوصل إلى اتفاق عاجل يرضى جميع الأطراف، خاصة مصر والسودان.
كانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أفادت، أمس ، أن صورا جديدة التقطتها الأقمار الصناعية لخزان سد النهضة الإثيوبي تظهر أنه قد بدأ بالامتلاء، لكن محللًا رجح أن يكون السبب في ذلك الأمطار الموسمية وليس إجراءا من جانب الحكومة.
وأشارت الوكالة إلى أن تلك الصور جاءت في وقت انتهت فيه المحادثات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول ملء وتشغيل السد دون التوصل لاتفاق وكانت إثيوبيا قد أعلنت أنها ستبدأ في ملء خزان السد هذا الشهر حتى من دون اتفاق، وهو ما سيزيد من حدة التوترات. ولم يعلق المسؤولون الإثيوبيون على تلك الصور.
من جهته، اعتبر ويليام دافيسون، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، أن الصور التى التقطها القمر الصناعي سينتينل -1 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في 9 يوليو الجاري وتظهر الخزان المتضخم، من المحتمل أن تكون بسبب المياه خلال موسم الأمطار.
وقال دافيسون: “حتى الآن، على حد علمي، لم يكن هناك أي إعلان رسمي من إثيوبيا أن جميع قطع البناء اللازمة لإكمال إغلاق جميع المنافذ والبدء في حجز المياه في الخزان قد حدثت…”، لافتا إلى أنه حسب الجدول الزمنى لإثيوبيا سيكون بدء الحجز في منتصف الشهر الجاري، عندما يغمر موسم الأمطار النيل الأزرق.
في الوقت الذي حدد فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري الخط الأحمر فيما يخص ملف سد النهضة الإثيوبي.
جاء ذلك ردًا على سؤال نقيب الصحفيين د. ضياء رشوان في برنامجه بالمصري الذي يعرض عبر شاشة الغد، حول معرفة الخط الأحمر بالنسبة لملف سد النهضة على غرار إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر سابق، مدينتي سرت والجفرة على الحدود الغربية مع الجوار الليبي، خطًا أحمر للأمن القومي المصري.
وقال شكري إن الخطر الأحمر بشأن سد النهضة يتمثل في رؤية الدولة حول وقوع أي ضرر جسيم جراء سد النهضة على الأمن المائي لمصر والمصريين.
وفي السياق نفسه أعلنت وزارة الري المصرية ، أمس ، عن اختتام المحادثات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي التى استمرت على مدار 11 يومًا مع استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والرى، المهندس محمد السباعى، أن إثيوبيا لم تنتهي من بناتء سد النهضة حتي وقتها هذا.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “الحياة اليوم”، على فضائية “الحياة”، مع الإعلامى محمد مصطفى شردى، إن التصريحات الإثيوبية بشأن ملء سد النهضة مخالفة للتعهدات التي نتفاوض عليها.
يذكر أنه رغم استمرار المفاوضات بين الدول الثلاثة وما شهدته الفترة الماضية من جولات تفاوض مختلفة للوصول إلى اتفاق نهائى يضمن الحقوق للدول الثلاث، وحيث أن الاتفاق النهائى لم يحدث حتى الآن، أكد آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى، أن بلاده لن تضر بالدولة المصرية فيما يخص سد النهضة، مشيرا إلى أنها سوف تبدأ فى ملء السد للاستفادة من موسم الأمطار الغزيرة.
واستعرض الوفد المصري رؤيته بخصوص النقاط الخلافية بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) في المسارين الفني والقانوني، و”خاصه عدم معالجة إجراءات مجابهة فترات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات شحيحة الإيراد خلال كل من الملء والتشغيل”، بالإضافة الى قواعد إعادة الملء بعد فترات الجفاف الممتد، وكذلك قواعد التشغيل السنوي لسد النهضة، والمشروعات المستقبلية على النيل الأزرق و المعالجة القانونية لها، مع التأكيد على عدم المساس بالاتفاقيات القائمة، وآلية فض النزاعات، والتي “رفضت اثيوبيا تضمينها في الاتفاق مع تمسكها بالانفراد بتغيير قواعد التشغيل بطريقة أحادية وبإرادة منفردة وقد ظلت هذه النقاط محل خلافات الى الآن”، حسبما ورد في بيان الحكومة المصرية.
وانتقد وزير الري محمد عبدالعاطي، كل ما يشاع عن استئثار بلاده بحصة الأسد من مياه النيل. وأكد أن الثروة الحيوانية في إثيوبيا والبالغة 100 مليون رأس من الماشية تستهلك مياها أكثر من حصة مصر والسودان معا من مياه النيل.
وقال خلال كلمته التي ألقاها ، في مؤتمر تحديات الزراعة المصرية في عصر كورونا ، إن إثيوبيا لديها الكثير من الموارد المائية التي تتجاوز أضعاف ما يصل مصر من مياه النيل ، مضيفا أن المزاعم التي يتم ترديدها بأن مصر تأخذ حصة الأسد من مياه النيل غير صحيحة.